قارن السيد بلخادم رئيس الجبهة الجزائرية الشهيرة في مؤتمر دعم الأسرى الفلسطينيين الذي سرقته السلطات الجزائرية بين الصحراء وفلسطين، واستخدم في سبيل الإقناع بوجاهة هذه المقارنة القاموس الجزائري الذي أضحى محفوظا عن ظهر قلب. ويبدو أن بلخادم نفسه لن يصدق مثل هذه المقارنة البئيسة جدا، وهو يستخدم هذه المقارنة للاستهلاك الإعلامي لا أقل ولا أكثر. فإذا كانت المقارنة صحيحة فإننا نقترح على بلخادم الذي يعيش وضعا تنظيميا صعبا داخل جبهته، أن تخصص الحكومة الجزائرية للقضية الفلسطينية ما تخصصه لقضية جبهة البوليساريو، نفس الأموال الهائلة التي تقتطع من أموال الشعب الجزائري، نفس الدعم الإعلامي، نفس الدعم اللوجستيكي، نفس الدعم الديبلوماسي، أن تتكفل بتمويل لوبيات الضغط في جميع أصقاع المعمور لخدمة القضية الفلسطينية، أن تتوسط لدى دول أوربية وأمريكية لاستقبال الأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، أن يتفرغ المسؤولون الجزائريون بصفة شبه كاملة لتدبير ملف القضية الفلسطينية. حينما يقوم المسؤولون الجزائريون بكل هذا وفي مقدمتهم السيد بلخادم الذي يخدم مصالح معينة آنذاك يمكن أن ننصت لهذه المقارنة البليدة. بالعكس من كل ذلك، إن القضية الفلسطينية المقدسة تضررت كثيرا من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن المسؤولين الجزائريين يخدمون أجندة سياسية خطيرة جدا. لكن.. إذا لم تستحي فافعل وقل ماشئت.