سافر مع والدته من القنيطرة إلى السعودية لأداء مناسك الحج وهو في بطنها .ولد في المشعر الحرام بمكة المكرمة ، وأصبح يحظى بوطنين وجنسيتين المغربية و السعودية كان ميلاده في مستشفى مشعر الحرام مفاجأة سارة تناقلتها وسائل إعلام عربية ووطنية ، والطبيبة السعودية التي أشرفت على الولادة بكت من شدة التأثر أطفأ الطفل الحاج محمد شمعته الثانية هنا في القنيطرة وسط فرحة أفراد أسرته وأقربائه ،انه أصغر حاج في المغرب ،هذا ما يشاع وسط معارف الأسرة والجيران ،وكل الذين سمعوا بقصة محمد، لكن والده يؤكد ان طفله له أجر حاج فقط ،وليس بحاج ،لأنه قاصر والحج مفروض على المسلم لبالغ ،غيران هناك من يصر على مناداته باسم الحاج ..فما هي حكاية هذا الطفل ؟؟ قبل عامين وتحديدا خلال موسم الحج أصرت الأم "ليلي بنجلون" على ان تكون الى جانب زوجها "إبراهيم كريفلة" من أجل أداء مناسك الحج رغم أنها حامل...فقد كان نداء الرسول (ص) أقوى من أن تفارق زوجها ،وتقبع في البيت ودون أن يشاركها الحدث السعيد الذي تنتظره .و كانت تتوق الى شيئين في ذات الوقت ،ان تقوم بزيارة قبرالرسول (ص) وأداء فريضة الحج ،وان ترزق بذرية طيبة في أطهر مكان وأطيبه.. وابراهيم نفسه المعروف بكثرة تدينه شعر بحماس لا نظير له ،و غمرته غبطة كبرى وهو يفكر في اصطحاب زوجته لتحقيق أجمل أمنية يصبو لها كل مسلم مؤمن.. وكان للأخيرة ما أرادت ،وكتب لها ان ترافق زوجها الى الأماكن المقدسة ..وبعد رحلة طويلة بين المشاعر أحست عند إنهاء مراسم الحج بالمخاض ،وحركة غير عادية في بطنها لمخلوق يريد ان يرى النورفي أطهر مكان على الأرض ،وفي أعظم يوم عند الله تعالى وهو يوم القرب عندما يكمل الإنسان حجه يوم 11 ذي الحجة يقول إبراهيم ...حضرت سيارة الإسعاف ،ونقلت الأم بسرعة الى المستشفى بمشعر الحرام ،وحسب إبراهيم فقد كان الاستقبال جيدا ،وأشرف فريق طبي تحت رئاسة طبيبة سعودية على العملية ،ومن كرم الله تعالى ان الوضع كان يسيروسهلا وتم في ساعة الفجر،كما ولد الطفل في صحة جيد ،وقد أشاع النبأ جوا من الفرحة في جناح الولادة وفي المستشفى كله ، وشكل مفاجئة سارة ،فالطبيبة التي أشرفت على العملية بكت من شدة التأثر خصوصا ان الطفل محمد يعتبر أول مولود يزداد في في مشعر منى المقدس وفق تأكيدات ابراهيم. وبات محمد أصغر الحجاج وأهمهم شهرة ،فقد سارعت قنوات فضائية بمجرد علمها بالحدث الى المستشفى " mbc" "العربية " ا"لجزيرة" لنقل الخبر،والتعليق عليه بالصورة والصوت ،وبلغ صدى الحدث السعيد عبر القناة الثانية الى المغرب ومدينة القنيطرة على الخصوص ،وسعد الأهل والأحباب بالمولود..والطريف ان ابراهيم والد الطفل حين توجه الى الإدارة السعودية المكلفة بالحج من أجل الحصول على وثيقة الولادة ،قدم له أحد الموظفين التعازي ظنا منه انه جاء لتحصيل أوراق الوفاة ،لكن مسؤول البعثة المغربية الذي كان رفقة ابراهيم نبه الى ان الأمر يتعلق بميلاد وليس وفاة ،وهو ما دفع الموظف الى الإعتذار وتهنئة الوالد ، فالناس هناك في مناسبة الحج تعودوا على أخبار الوفيات التي تكثر لشدة الإزدحام والجهد الكبير الذي يقتضيه أداء الفريضة .وأصبح محمد منذ ذلك الحين يتمتع بجنسيتين الجنسية المغربية والجنسية السعودية، ويحظى بانتمائه لوطنه المغرب ،ولوطن ثان له مكانة خاصة في قلوب المغاربة وكل المسلمين ،وتربطه بالمغرب علاقات أخوة وصداقة متينة ودائمة . وكانت العودة جد مؤثرة وحبلى بالشوق والمشاعر الجياشة ، فقد كان الأهل والأحباب يتنظرون الحاج محمد ووالديه بأحر من الجمر،واستقبل في المطار بالتكبير والزغاريد ،وظل بيت ابراهيم محج الجيران والأقرباء والمعارف لأيام وأيام ..واليوم أكمل الحاج محمد سنتين من عمره ،وهو يعيش في كنف والديه مغمورا بكثير من الحب والحنان والعناية ،وأمنية والده ابراهيم هي تربيته أحسن تربية على العقيدة الإسلامية السمحاء ،وطلب العلوم وخاصة العلوم الشرعية .