هي قصة جرت أطوارها بحافلة للنقل العمومي يوم الخميس الفائت في المحطة الطرقية بمدينة الجديدة وانتهت في محطة أولاد زيان بالدارالبيضاء، وقائع القصة وأحداثها، أشبه بأفلام هيتشكوك وحتى ولو بدت كقصص الخيال لكنها حقيقيه وتعطينا من العبر والفوائد ما يدفعنا إلى الاحتياط والاحتراز ممن يتقربون إلينا ولا نعرفهم. استقلت الضحية مريم نيارة سبعة وستون سنة حافة نقل عمومي من المحطة الطرقية بمدينة الجديدة متجهة إلى مدينة الدارالبيضاء بعد أن حضرت إحدى المناسبات الرسمية عند إحدى العائلات بمدينة الجديدة، اقتعدت مقعدا خلفيا وماهي إلا ثواني معدودات حتى جلست إلى جوارها شابة في مقتبل العمر قبل أن تهم الحافلة بالتحرك إلى وجهتها، كانت تحمل حقيبة في يدها ثم نزلت من الحافة لتعود بعد هنيهة وفي يدها وشاح كبير وكيس بلاستيكي به خبز وجبن وعصير فواكه، شرعت الشابة تبادل الضحية أحاديث متنوعة فاستطاعت بذكائها كسب ود الضحية وهي تحادثها وتسألها، وقتها ناولت الضحية الوشاح لتلفه عليها تحت ذريعة البرد القارس واسترسلت في الحديث معها، ولما أحست الشابة أنها اطمأنت إليها مدتها علبة عصير فيما تناولت هي علبة ثانية، رفضته في الوهلة الأولى، لكن تحت إلحاح الشابة تناولت منه قليلا ولم تكن تدرى ما يجري أصلا ً وإن كان شعورها ينبئها بشيء لكنها لم تعره تلك اللحظة الاهتمام المطلوب، وماهي إلا ثواني معدودات حتى أحست الضحية بنعاس شديد لم تعد معه على الحركة، وشل لسانها ولم تعد تقوى لا على الحركة ولا النطق، وقتها دست الشابة يدها إلى تحت الوشاح لتسحب منها سلسلة ذهبية قيمتها 6000 درهم وخاتمين ذهبيين قيمتهما4000 درهم، كما نزعت من يدها دملجا ذهبيا بقيمة 12000 درهم وخيطا من الجوهر قيمته 2000 درهم بالإضافة إلى حقيبتها اليدوية التي كان يوجد بها 100 درهم دون أن تنطق الضحية ببنت شفة، وانغمضت عيناها بصمت ولم تعد الضحية تتذكر أي شئ، وكانت وقتها تفيق ثم تعود إلى غيبوبتها إلى حين وجدت نفسها في الحي التي تقطنه، وكان صاحب تاكسي قد اقلها من الحافلة من محطة أولاد زيان إلى الزقاق الذي تقطنه في غير وعي حيث طالب من أبناء الحي إن كانوا يعرفون الضحية وبالفعل تعرف عليها البعض منهم ضانين أنها مريضة وهي المعروفة بغيبوبتها من وقت لأخر بسبب مرض السكري، فسارعوا إلى إخبار أبنائها الذين نقلوها على وجه السرعة إلى المشفى حيث تبين هناك بعد فحوصات طبية وتحاليل مخبرية للدم أنها مخدرة بكمية من المخدرات القوية. بقيت الضحية في سبات الغفلة لمدة خمسة أيام ولما استقضت صرخت وبكت وهي تتجرع المرارة والألم ولكن لا فائدة بعد فوات الأوان ، بعدها علمت الأسرة أنها تعرضت للسرقة بهذه الطريقة الهليودية، ولما تقدمت بشكايتها لدى قسم الشرطة بالمحطة الطرقية أولاد زيان أحالها رجال الأمن هناك على مصلحة الشرطة بمدينة الجديدة.