سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتشار اقتصاد الريع وضعف الحكامة والابتكار المقاولاتي يضعف الاقتصاد الجزائري بالرغم من الموارد النفطية الجزائر تنفق أقل من المغرب وتونس عن مواردها البشرية
أكد الاقتصادي الجزائري أحمد بنيعقوب أن الاقتصاد الجزائري يعاني من مشاكل تتعلق أساسا بصعوبة تجاوز اقتصاد الريع وتراجع القطاع الصناعي وضعف قدرات الابتكار في المجال المقاولاتي فضلا عن وجود نقص في الرأسمال البشري وضعف مستوى الحكامة. ونقلت صحيفة لوكوتديان دورون يوم الثلاثاء عن الاقتصادي الجزائري قوله إن «اقتصاد الريع» بالجزائر يصعب تجاوزه واصلاحه مشيرا الى أن كل المؤشرات تدل على أن الموارد التي تأتي من المحروقات ترهن سير الاقتصاد الجزائري. وأضاف أن اقتصاد البلاد مرتبط بشكل كبير بقطاع المحروقات مشيرا في هذا الصدد الى أن تمويل الواردات يتم عن طريق ايرادات المحروقات بنسبة98 في المائة. وسجل أن أسعار النفط يمكن أن تتراجع, كما يمكن خلال بضع سنوات فقدان التوازن القائم حاليا إذا ما تهاوت الأسعار بشكل كبير. وفي ما يتعلق بضعف قدرات الابتكار في المجال المقاولاتي قالبنيعقوب إنه في ظل الظروف الحالية حيث الإعتماد بشكل كلي على موارد الدولة فإن بروز مقاولات تقوم على المنافسة وجودة الاداء الاقتصادي يبقى ضعيفا. وبالنسبة لتراجع القطاع الصناعي اعتبر أنه في سنة2006 انتج هذا القطاع عمليا من دون احتساب المحروقات نفس قيمة ما أنتجه في عام1983 . وبخصوص الرأسمال البشري, سجل أن معطيات منظمة اليونسكو تظهر أن الجزائر «لم تعبئ بعد كافة الوسائل من أجل أداء أفضل» مشيرا في هذا الصدد الى أن ما تنفقه الجزائر عن كل تلميذ يبقى ضعيفا مقارنة بدول مجاورة كتونس والمغرب. واعتبر الاقتصادي الجزائري أن ضعف مستوى الحكامة «يوفر المناخ الملائم للفساد» مشيرا الى أنه رغم الاجراءات المؤسساتية المتخذة منذ سنوات لمحاربة هذه الظاهرة في البلاد إلا أن «القضايا الكبرى التي كشفت عنها الصحافة الوطنية تبين أن الطريق لا زال طويلا في هذا المجال». وتابع أن هناك مفارقة يعيشها الاقتصاد الجزائري حيث إنه بالرغم من الاستثمارات الكبيرة في مختلف القطاعات الحيوية إلا أنه لم يتم تسجيل سوى نتائج ضعيفة سواء في مجال الانتاج أو التشغيل أو التنمية.