اكتفى فريقا الجيش الملكي والرجاء البيضاوي بنتيجة التعادل (1-1) في الكلاسيكو الرباطي البيضاوي الذي جمعهما مساء أول أمس الأربعاء بملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط برسم مؤجل الدورة الحادية عشرة من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم. وسجل هفي المباراة اللاعبان مامادو بايلا في الدقيقة 14 للرجاء وجواد وادوش في الدقيقة 84 للجيش. ورغم الحماس الذي أضفاه جمهورا الفريقين على المدرجات إلا أن المردود التقني لهذا الكلاسيكو الذي تابع شوطه الأول وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط ورئيس الجامعة علي الفاسي الفهري والناخب الوطني إيريك غيريتي والمعد البدني الوطني فاروجا (المردود) لم يرق إلى المستوى المطلوب، حيث غلبت الحيطة والحذر الجانبين مع تسجيل كثرة الكرات العشوائية والتمريرات الضائعة وكثرة سقوط اللاعبين جراء العرقلة الصحيحة أو التي يتظاهر فيها بعض اللاعبين. وعرف اللقاء الذي قاده الحم عبد الله العشيري مغامرة من جانب مدرب الجيش الملكي مصطفى مديح بإشراك لاعبين تنقصهم المنافسة الكروية على غرار يوسف القديوي ومحمد مديحي وعادل السراج وجواد وادوش، وقد اعترف بذلك مديح في تصريح ل «العلم» عقب المباراة حيث أكد أنه جازف بإشراك هؤلاء اللاعبين لكنه كان مضطرا لذلك والحمد لله أن النتيجة لم تكن سيئة. ولم تسجل خلال الشوط الأول فرص واضحة للطرفين اللهم بعض المناوشات من هذا الجانب أو ذاك والتي كانت غالبا ما تكسر إما في وسط الميدان أو على مشارف مربع العمليات. ويبقى أجمل ما حصل في هذا الشوط هو الهدف الذي أحرزه الرجاء في الدقيقة 14 من ضربة زاوية انبرى لها اللاعب ممادو بايلا مسكنا الكرة في الجهة اليمنى من شباك حارس مرمى الجيش حمزة الحمودي. ملاحظة أخرى في هذا الشوط هو البطء الشديد في خط دفاع فريق الجيش خصوصا من جهتي بويزكار والشاهيري، أما خط الهجوم فيبدو أن عملا كبيرا يجب أن يقوم به المهاجم جواد وادوش الذي رغم تسجيله هدف التعادل إلا أن مستواه كان متواضعا جدا فهو لا يستطيع حتى مراقبة وحصر الكرة جيدا (contrôle de ballon) (ربما يعود السبب إلى كبر حجم رجليه) ناهيك عن أنانيته المفرطة وتسديداته العشوائية. وخلال الشوط الثاني الذي ارتفعت خلاله درجة حرارة المدرجات بفعل دخول (جمهور فابور) كانت عزيمة فريق الجيش أكبر لإدراك التعادل فبحث جاهدا عن هدف التعادل لكن دفاع ووسط ميدان الرجاء كانا بالمرصاد لكل المحاولات العسكرية، بل إن الرجاء كادت توجه الضربة القاضية للجيش لو أحسن اللاعب محسن متولي استغلال الفرصة التي أتيحت له في الدقيقة 72 عندما راوغ داخل مربع الجيش وانفرد بالحارس الحمودي لكنه سدد في الجهة التي كان يوجد فيها هذا الأخير الذي حول الكرة إلى الزاوية.. ورد على هذه الفرصة اللاعب محمد مديحي لصالح الجيش عندما سدد كرة «على الطاير» لكنها ذهبت فوق مرمى الحارس الجرموني، هذا الأخير الذي كان مستواه جيدا طيلة المباراة ارتكب «غلطة الشاطر» عندما لم يتحكم في نفسه وفقد توازنه ليفسح المجال أمام تسديدة ضعيفة من رجل المهاجم جواد وادوش لتسكن الجهة اليمنى من مرماه وليقدم هدية (رأس السنة الهجرية» لفريق الجيش مانحا إياه تعادلا ثمينا ومن تم نقطة إضافية رفع بها رصيده إلى 12 نقطة في المركز الحادي عشر من فوزين وست تعادلات وثلاث هزائم، فيما ظل فريق الرجاء في المركز الخامس برصيد 16 نقطة من أربعة انتصارات وأربعة تعادلات وثلاث هزائم. وعقب نهاية المقابلة عبر مدرب الرجاء عن عدم رضاه على نتيجة التعادل وتوجه مباشرة إلى الحكم عبد الله العشيري ووجه له انتقادات حادة بخصوص بعض القرارات التي اعتبرها خاطئة مثل عدم توقيف الكرة عند إصابة اللاعب كوني وعدم طرد لاعب الجيش يوسف البصري عندما عرقل محسن متولي الذي كان متوجها نحو المرمى العسكري.. وقال فاخر في تصريح ل «العلم»: «في هذه المباراة كنا نستحق الفوز، لكن أرضية الملعب الثقيلة لم تساعدنا على ذلك وكأننا نلعب في الرمل، وكما لاحظتم فالهدف جاء إثر «زحلقة» الحارس الجرموني بسبب الأرضية المبللة والثقيلة هذا بالإضافة إلى الإعياء الذي أصاب اللاعبين جراء مباراة الديربي يوم السبت.. على العموم النتيجة كانت عادلة للفريقين».وعن تحكيم العشيري أكد فاخر أن الأخير من الحكام الكبار في المغرب، وما أؤاخذه عليه هو عدم توقيف الكرة عند إصابة اللاعب كوني كما فعل عند إصابة أحد لاعبي الجيش، ومع ذلك أجدد التأكيد على أن الحكم العشيري يبقى حكما كبيرا». أما مدرب الجيش الملكي مصطفى مديح فقال ل «العلم» : «ما لاحظته في مباراة اليوم هو تلك الرغبة لدى اللاعبين في تحقيق نتيجة إيجابية، فرغم أن الرجاء كان سباقا للتسجيل إلا أن لاعبي الجيش تمكنوا من العودة في المباراة وتسجيل التعادل بل وكانوا قريبين من إضافة أهداف أخرى لولا سوء الحظ .. مازالت هناك عدة أشياء سنشتغل عليها ، كما أن الفريق في حاجة إلى تعزيز صفوفه في بعض المراكز، وعموما فريق الجيش قادم لا محالة إن شاء الله». وعن ديربي يوم الأحد المقبل أمام جاره الفتح أكد مديح أنه يجب الاحتفال به على غرار ديربي البيضاء عن طريق حضور الجمهور بكثافة وبتقديم مردود تقني في المستوى، ولم ينس مديح تهنئة الفتح على إنجازيه الكبيرين بإحرازه للقبي كأس العرش وكأس الكاف متمنيا له الحصول على لقب البطولة حتى يكمل ثلاثية تاريخية.