سرّعت الإدارة الأميركية جهودها لاحتواء تداعيات الوثائق الخطيرة التي سرّبها موقع ويكيليكس عن خفايا السياسة الأميركية وعلاقاتها بحلفائها. .. في وقت أدان حلف شمال الأطلسي (الناتو) تسريبات حول تفاصيل نشر أسلحة نووية أميركية في أوروبا. وقد بدأت وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، جولة في أربع دول بزيارة كازاخستان ، في مسعى من الولاياتالمتحدة لاحتواء أزمة تسريب وثائق «ويكيليكس». وكانت البداية من كازاخستان، الواقعة بآسيا الوسطى، في مستهل جولتها الدبلوماسية لزيارة أربع دول. ومن المرجح أن تكون محادثاتها مع عشرات القادة الحاضرين مؤتمرات دولية في أستانا، عاصمة كازاخستان، وفي البحرين، معقدة جراء نشر وثائق للخارجية الأميركية ، خلال نهاية الأسبوع ، تكشف عن أسرار داخلية للوزارة. وسيحضر بعض الزعماء البارزين الذين وردت أسماؤهم في الوثائق المسربة بشكل منتقد أحيانا، هذه الاجتماعات. كما تقوم كلينتون أيضا بزيارة جمهوريتي قرغيزستان وأوزبكستان السوفييتيتين السابقتين للمرة الأولى منذ توليها منصبها وزيرة للخارجية منذ عامين. وكانت كلينتون عمدت مع عدة مسؤولين أميركيين إلى تحذير أكثر من عشر حكومات إزاء هذه التسريبات قبل كشفها في محاولة لتطويق عواقب مضمونها. وأولى مبادرات كلينتون في هذا المجال كان لقاؤها وزير الخارجية التركي، احمد داود أوغلو ، لبحث مسألة البرقيات الدبلوماسية الأميركية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ، فيليب كراولي، إنهما تحدثا بشأن قضايا ويكيليكس ووزيرالخارجية قدر التعليقات المباشرة والصريحة التي أدلت بها هيلاري كلينتون. وقال الوزير التركي انه تطرق مع كلينتون إلى مسائل عدة مدرجة على جدول الأعمال بما فيها الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس، ومن بينها 7918 برقية من السفارة الأميركية في أنقرة. وورد في البرقيات الدبلوماسية ، التي حصل عليها الموقع ، أن احد مخبري الدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في أنقرة ، وصف وزير الخارجية التركي بأنه «خطير للغاية»، وحذر من تأثيره الإسلامي على رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان. كما كشفت وثائق نشرها ويكيليكس واطلعت عليها مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن الدبلوماسيين الأميركيين لا يثقون برئيس الوزراء التركي الذي يصفونه بأنه منعزل وغير محاط بمصادر تمده بمعلومات جيدة.