ترفضُ أن تستقبلَ الرّجلَ الذي تحبّه في الأرضِ إلا إذا دخل إليها منْ بابِ السماءْ أدونيس على عتبة بابِكِ في مدخلِ المطار، يودّع صمتي عينينِ جنوبيتين لكنّهما مرمرٌ باردٌ ما رفّ لهُ جفنُ... وماذا تحمل أغنيتي أيّها الحلمُ العنيد من غاباتِ ثرثرتكْ؟ أهنالكَ أجملُ من مجازاتِ كركرتِكْ تتصادى باقاتُها مع أفراح الخلان، أو شالٍ فرعونيّ أخضرَ يزنّرُ سحابةَ عطرٍ ورديةً تهبّ على عربةٍ محملةٍ بالمراجع في "وودروف"، أو صباحِ إيموري، يوقظُ معادلاتِ روميلوس في الأكروبول، ويضيءُ أرقاً تعتّقُه جارتي وترقّصُ أشباحَهُ كلاما هو حتى مطلعِ الفجرِ، أو تلويحةِ ظبيةٍ سمراءَ في باب الأكواريوم لغزالٍ معطوبٍ يغادرُ "عالم كوكاكولا" يتناجيانِ سحراً في أبهاء الروح؟ من حرّضَ كتائبَ الأنسامِ الخضراء على دغدغة الكلماتْ تتدافعُ فيها بالمناكب لا تعيا، لا يملك جنانها الصغير إلا أن يتسع قارةً ثامنةً تتفاعل فيها كيمياء الجهاتْ؟ هنا وهناك فتارةً يتخاصمانِ غارقينِ في كأسٍ يقرعُها فرحٌ قلِقٌ، وتارةً يتصالحانِ راقصينِ على سحابةٍ آتيةٍ من تخوم طفولة بعيدةٍ يهدهدها شيخٌ يوقّع بعكّازِ حكمتِهِ المزركشِ: هذه أحوالُ البوحِ على رعشات المهجة يكتبُها حبرُ الزّمنِ بلهيب النّارِ تتوّج هامتها الأنواءُ ويمحوها بحرٌ بعمامته البيضاءْ، ما أجملهُ عرياً .. يكسو حلماتِ ضلالتِهِ الحَبَبُ فعْلُنْ فَعِلنْ ... هل يُطرِبُ أنفاقَ المترو الخَبَبُ؟ هذا الحاسوبُ هو الحاسوبُ مشحونةٌ أوصالُهُ ببراكينَ ساحرةٍ لا تكوي أحداً أبداً، لقحتْ بسيولِ نضارتها عصَبَهْ تحضنُ العشّاقَ واحداً واحدا... في غفلةٍ من فيروسٍ ممحوّ الوجهِ عطشانٍ للتدمير. وهذه الحقيبةُ هي الحقيبةُ ... لم تحملْ سفاحاً في ليلة شتوية تسبحُ في عسلِها، لم تُنفقْ ساعاتٍ تنطُّ عقاربها في حلباتِ الموضةِ، وتعرف اللذّةُ المتسكِّعةُ بين الدّروب أنّ غناءَ الرّوح يرفرفُ حول فنجانِ قهوةٍ يحاور الحروفَ في حدائق "بوردرز" أحْلى كثيراً وأعْلى من كلّ ضوضاءِ الأفراح البلاستيكيةِ تخفي طمثاً عطِناً في أسواق المولْ... ... ... ... ... ... ... منجذباً... وراء أزهار الدّفلى وأنهارِ الرّيحانِ أسيرُ كالممسوس تتغنّجُ في الأفقِ سنبلةُ الأسئلةٌ يشعلُها المجهولُ يكبرُ ملتبساً، تكبرُ رهبتُه بين أغاني الماءِ وبين عُواءِ الرّيح في الصّحْراءِ فجّاً عميقاً تفتحُهُ بابُ السّماءِ متاهةً في صوّان الظّلُماتْ، هل تتّسعُ طائرةُ "الإيرباصْ" يا ترى لكلّ ما يسَعُهُ جرحُ القيثارِ من مجرّاتِ اللغاتْ ...؟ وماذا تحمل أغنيتي من غاباتِ ثرثرتكْ؟ يأيّها الحلمُ العنيدُ هلْ هنالكَ أجملُ من مجازاتِ كركرتِكْ؟ أتلانتا، منتصف ماي 2010