ان المغاربة المقيمين بهولندا من مختلف الأجيال حتى الذين ولدوا هناك لا يخفون حنينهم وتشبثهم بالأصل وخاصة عن طريق ممارسة الشعائر كالعبادات ببناء المساجد «أكثر من عشرة مساجد معروفة وأخرى صغيرة بالمدن والمناطق المتباعدة حيث تجد المهاجرين يتحمسون في جمع المساهمات وطلب التراخيص لبناء المساجد وإقامة خطبة الجمعة رغم كل شيء» وإحياء الأعياد الدينية . إنهم يجدون متعة العيش ببلادهم انه شعور طبيعي لأنهم يفتقدون الأهل والوطن في تلك البقعة من العالم . فنماذج ناجحة كرشيد وإخوته الذين يتقنون اللغتين الهولندية والانجليزية ويسيرون أكثر من ثلاث محلات للماكدنالدز لا يشعرون بأية عقدة نقص يتصرفون وكأنهم أبناء البلد في تناغم واضح مع مختلف الأطراف ولا يشتكون من أية ممارسات عنصرية إلا أن أمثالهم تبقى قلوبهم معلقة بالوطن الأم رغم قضاءهم لطفولتهم بهولندا .بالإضافة إلى هؤلاء هناك نموذج لحبيب الذي استقر بذلك البلد ويسكن في قلب حي بروتستانتي بعد أن أمضى تجربة تدريس بالمغرب فهو يعبر بكل ثقة عن سهولة الاندماج وعن الاحتفاظ بمهنته الأصلية التي يستمد منها عوامل التحفيز فهو بالإضافة إلى عمله كمساعد طبيب في الإرشاد الطبي يتطوع للقيام بدروس باللغة العربية بمجموعة من المدارس لفائدة الجالية على شاكلة معلم جوال.. في جميع الأحوال تجد هؤلاء المهاجرين يشكلون كتلة متضامنة في ما يشبه انغلاق ثقافي دون أن يعرقل ذلك اندماجهم العملي في المجتمع الهولندي . فهم يتمسكون بالدين والحجاب كمسلمين أولا وكتطبيق لحرية التعبير وحقوق الإنسان الذي مازال هذا البلد مثالا في ذلك رغم ظهور بعض مشاعر الكراهية من بعض الأوساط اليمينية التي يعزوها الوزير أبو طالب في تصريح إلى الخوف أكثر منه إلى العنصرية . كما ان وسائل الإعلام التي تقدم المهاجر المغربي في صورة الحثالة واللصوص والمخربين تستغل للأسف تصرفات بعض أبناء الجالية الفاشلين الذين لم يستطيعوا الاندماج الايجابي فانغمسوا في المخدرات والبطالة... ومن مظاهر تشبث مغاربة هولندا بأصولهم حرصهم على تتبع أخبار البلد الأصلي سواء عن طريق الاتصال المباشر أو عبر القنوات المغربية التي يلتقطونها بواسطة الصحون المقعرة التي يشكلون الاستثناء في استعمالها بهولندا فجل البرامج تعجبهم وخاصة نشرات الأخبار والمسلسلات المغربية التي تستعمل الدارجة . بالإضافة إلى هذا يتشبث المهاجرون بالهوية الأصلية من خلال عدة آليات مثل الحرص على ممارسة الشعائر الدينية والتحدث باللغتين العربية و الامازيغية....