قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن اتحاد أوروفايتر -الذي يصنع المقاتلة الأوروبية تايفون المتعددة المهام، ومن المؤمل أن تنافس مصنعي الطائرات التقليديين- يفكر جديا في دعوة الهند لتكون العضو الخامس في الاتحاد المؤلف من بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا. ولكن الدعوة مشروطة باختيار الهند لطائرة تايفون في صفقة مزمعة لسلاح الجو الهندي مؤلفة من 126 طائرة حربية يقدر ثمنها بأحد عشر مليار دولار، كجزء من سعي الهند لتحديث قوتها الجوية. وتتنافس أوروفايتر للفوز بهذه الصفقة -المتوقع البت فيها في النصف الأول من العام المقبل- مع كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والسويد وفرنسا. وتصف الصحيفة خطوة أوروفايتر لفتح الباب لعضوية الهند بالجريئة، خاصة أن الهند تعتبر دولة لا تألو جهدا في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في عملية تسليح نفسها، مع العلم بأن تايفون تعتبر طائرة غالية الثمن مقارنة بمنافساتها. وتأتي خطوة أوروفايتر بدعوة الهند متزامنة مع مناورات عسكرية بريطانية هندية في ولاية غرب البنغال الهندية، حيث استعرضت تايفون من سلاح الجو الملكي البريطاني قدراتها أمام طائرات سلاح الجو الهندي من طائرات سوخوي الروسية وميراج الفرنسية. وتقول الصحيفة إن خطوة أوروفايتر تأتي أيضا كإجراء استباقي لحسم الأمور قبيل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للهند، والزيارتين المرتقبتين للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، والروسي ديمتري ميدفيديف، ومن المتوقع أن يضغط كل أولئك الرؤساء على الهند لاختيار طائرات بلدانهم في الصفقة المرتقبة. ويمضي مسؤولو أوروفايتر في طرح المزيد من الإغراءات للهند لاختيار طائرتهم تايفون، حيث يقول أحد المسؤولين البريطانيين إن الهند أمامها فرصة سانحة للانضمام إلى الاتحاد، خاصة أن تايفون «لا يزال أمامها الكثير من الفرص للتطور التقني». ولكن الصحيفة تعود لتبرز تيارا آخر في أوساط المسؤولين البريطانيين من الذين يتخوفون من إعطاء الهند دورا أكبر بعضوية عادية في الاتحاد، حيث يرغبون في إبقاء جوهر الاتحاد كما هو بدون تغيير، على أن يقتصر دور الهند على تطوير بعض البرامج الحاسوبية والإلكترونيات. وتستشهد الصحيفة بما قاله غريغ باغويل -وهو أحد كبار الضباط في سلاح الجو الملكي البريطاني- الذي عبر عن مخاوفه من تأثير انضمام الهند على ترتيبات حساسة «للعمل المشترك» اتخذت بين الشركاء الأوروبيين، وتتضمن أمورا تتعلق بتقنيات غاية في الحساسية. لكن باغويل استطرد قائلا «إذا ما اشترت الهند تايفون بأعداد كبيرة، فلا مانع من أن يكون لها دور ما في الاتحاد». ثم تورد الصحيفة وجهة النظر الهندية على لسان قائد سلاح الجو الهندي ، بي في نايك، الذي قال إن من أولويات بلاده التيقن من «قدرتها على استيعاب التكنولوجيا» لمقاتلات تايفون من الجيل الرابع. وتصف الصحيفة الهند بأنها من البلدان الأكثر تسارعا في طلب السلاح، ومن المتوقع أن توافق على الاشتراك في إنتاج طائرة شبح روسية لا تكشفها الرادارات. وتختتم الصحيفة مقالها بإبراز مخاوف من تأثيرات محتملة على الحلف الأطلسي، إذا ما انضمت الهند إلى تحالف عسكري صناعي يضم أربعة من أهم أعضائه، هذا بالإضافة إلى تأثيرات الصفقة على مستقبل تايفون وعلى الميزانيات العسكرية الأوروبية التي تعاني من نوع من الضغط المالي.