قال فريق من العلماء إن إمرار تيار كهربائي ضعيف عبر الدماغ يحسن من قدرة الفرد العقلية في تعلم مواضيع جديدة ضمن الرياضيات. مع ذلك فقد حذر هؤلاء العلماء من تجريب ذلك في البيت. ويبدو أن تحفيز الدماغ بتيارات كهربائية ضعيفة تمر فيها من اليمين إلى اليسار قادر على تقوية التعلم والذاكرة في مجال الرياضيات. ويمكن لتلاميذ المدارس الذين يعانون من الرياضيات أن يستفيدوا من هذه الطريقة حسبما قال العلماء. وأوضحت دراسة نشرها هذا الفريق الباحث أن طلابا جامعيين وجدوا أن تحفيزا كهربائيا رقيقا إلى خلفية الدماغ قد قوى لديهم القدرة على التعلم واستخدام الأرقام لفترة ستة أشهر. ويمكن لهذا الاكتشاف أن يساعد على معالجة الأطفال والراشدين الذين فشلوا في إتقان الرياضيات بسبب إعاقات يعانون منها في التعلم أو بسبب الإصابة بأمراض أعطبت لحد ما قدراتهم مثل الجلطة الدماغية او الإصابة بمرض عصبي ما. وقال روا كوهين كادوش عالم الأعصاب في جامعة أكسفورد لمراسل صحيفة الغارديان: "أنا بالتأكيد لا أنصح الناس أن يعطوا لأنفسهم صدمات كهربائية لكننا متحمسون جدا بما يحمله اكتشافنا من إمكانيات". وأضاف كادوش: «نحن أظهرنا سابقا أن التيار الكهربائي قادر على تقليص الديسالكوليا (العجز في الرياضيات) والآن يبدو أننا نستطيع أن نجعل شخصا ما أحسن في الرياضيات. بالتأكيد، لن تحولك الرجات الكهربائية إلى البرت آينشتاين لكننا إن نجحنا فقد يساعد هذا الاكتشاف على جعل الناس يتعاطون مع الرياضيات بشكل أفضل». وينتمي هؤلاء العلماء إلى جامعة أكسفورد وقد استخدموا 15 طالبا متطوعا وقسموهم إلى ثلاثة مجاميع. وقضى أفراد كل منها ستة أيام يتعلمون سلسلة من الرموز التي لها علاقة بالأرقام من صفر إلى 9. وأعطي المتطوعون تحفيزا كهربائيا لأدمغتهم كل يوم باستخدام تكنيك يعرف باسم "تي دي سي أس" وفيه يمرر تيار كهربائي ضعيف عبر الدماغ من خلال أقطاب موضوعة على جلدة الرأس. وأعطي الطلبة تمارين رياضية أولية في نهاية كل يوم. وفي أحد الاختبارات طلب منهم وضع الرموز على سطر حسب قيمته العددية. وفي اختبار آخر عرض على المشاركين رمزين تم اختيارهما بشكل عشوائي ثم طلب منهم أن يقولوا أي منهما هو الأكبر. ووجدت الدراسة فروقا مثيرة للدهشة في قدرات الطلبة على تعلم نظام عددي جديد. وبعد 4 أيام اتضح أن أولئك الذين مررت الكهرباء في رؤوسهم من اليمين إلى اليسار قد عملوا مع نظام الأعداد الجديد مثلما يعمل الراشد مع نظام الاعداد التقليدي. لكن أولئك الذين مررت الكهرباء باتجاه معاكس في رؤوسهم (من اليسار إلى اليمين) عملوا بطريقة أسوأ. واستنتج الدكتور كادوش إن أولئك الذين تلقوا الكهرباء من يمين أدمغتهم إلى يسارها قد تحسنت لديهم القدرة على التعلم والذاكرة.