.. أمام مدرجات شبه فارغة وعطاء غير مقنع، واحتجاجات للجماهير العسكرية على سوء حال الفريق، فاز الجيش الملكي على ضيفه النصر الليبي بهدفين لواحد برسم ذهاب نصف نهاية بطولة شمال إفريقيا للفرق الفائزة بالكأس بملعب المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط أمس الثلاثاء .. وكان اللقاء عرف سيطرة الفريق الضيف خلال الجولة الأولى والتي تميزت بتراجع أصحاب الأرض أمام تمكن فريق النصر من التحكم في وسط الميدان والاعتماد على المرتدات الهجومية من الجهتين اليمنى و اليسرى للاعب النيجيري كوان افونصا الذي لم يحسن استغلال ارتباك الدفاع العسكري الذي ظل شاردا طيلة أطوار الجولة ولم يعرف مهاجموه كيفية الوصول إلى مرمى الحارس الليبي صلاح ميلاد .. وسجلت الدقيقية 44 أبرز محاولة خلا الجولة بعد أن ارتطمت قذيفة اللاعب خالد أخنيق بالعارضة من على بعد ثلاثين مترا ليضيع على الضيوف هدف السبق، وكانت الجولة عرفت طرد أبرز لاعب في صفوف فريق النصر الليبي عبد الحميد مهدي ثلاث دقائق قبل الإعلان عن نهاية الجولة بالبياض .. وسارت الجولة الثانية على نفس نهج سابقتها حيث زادت برودة اللقاء من البرد القارس الذي خيم على الملعب وانتظرت الجماهير الحاضرة تحرك الهجوم العسكري بدون جدوى أمام الارتباك وسوء التنظيم المسيطران على الفريق وثقة الضيوف في إمكانية التسجيل بالرباط، إلى حدود الثلث الأخير من المواجهة حيث بادر العسكريون لمباغتة دفاع النصر من خلال محاولة أثمرت بهدف من رأسية المدافع فلاح في حدود الدقيقية 72 .. عاد بعدها الفريق الليبي لإرجاع الأمور لنقطة الصفر ثماني دقائق بعد ذلك بقذيفة بديعة من خارج مربع العمليات لم تترك حذا أمام الحارس العسكري حمزة عاد بعدها الجيش لخطف هدف الخلاص في حدود الدقيقة 84 بعد اشتباك في وسط المربع العمليات عن طريق البديل أحمد خليل، لينهي الحكم الجزائري امال مختار النزال بنتيجة هدفين لواحد، ليخرج العسكريون من عنق الزجاجة خلال هذه الأمسية بالرغم من محدودية الفريق الخصم .. وكان اللقاء شهد احتجاجات كبيرة على مدرب الفريق الذي طالبته الجماهير بالتنحي عن مهامه محملة إياه ما آل إليه الفريق العسكري منذ بداية الموسم الكروي الحالي حيث علقت أزيد من عشر لافتات عبرت عن السخط الجماهيري على ا التراجع البين لفريق العاصمة .. وفي أعقاب اللقاء أدلى عزيز العامري مدرب الجيش الملكي والمصري خالد لقماش مدرب النصر الليبي بتصريحين قالا فيهما : لقماش : « كان بإمكاننا العودة بالفوز من قلب الرباط» جئنا لمواجهة فريق الجيش الملكي الذي نعرف تجربته القوية في المنافسات القارية، وتاريخه يشهد له بذلك وقد اتخذنا الحيطة و الحذر منذ البداية خوفا من مفاجأتنا مبكرا، لكن اللاعبين الثقة حضرت للاعبين مع توالي الدقائق مما مكننا من الدخول في اللقاء بشكل جيد ولم نتراجع للخلف إلا بعدما فرض علينا الأمر خلال الجولة الثانية بعد طرد عنصر من العناصر الهامة في فريقنا، ونتيجة اليوم بالنسبة إلينا ايجابية خصوصا بعد تسجيل الهدف بحيث نتمنى أن يسهل علينا الأمر خلال لقاء العودة ببنغازي بعد أسبوعين إنشاء الله .. وأقول لكم بأن الفريق مستعد بدنيا وبإمكانه إتمام التسعين دقيقة في صحة جيدة و مستوى عالي جميع اللاعبين و اعتبر أن طرد الدولي الليبي عبد الحكيم مهدي خسارة لنا ولو استمر صحبة الفريق لكان بإمكاننا العودة بالفوز من قلب الرباط .. « العامري : « أنا أحترم الجماهير العسكرية وأحترم غيرتها على فريقها « « الحظ ما زال بجانبنا بالرغم من أن الفريق يقدم مستوى جيدا سواء في البطولة أو الكأس، فأحيلكم على اللقاءات أمام خريبكة و الوداد و فاس في الكأس مثلا ، فالفريق يقدم الكرة ولكن النتيجة تكون عكسية، وقد كان بالإمكان اليوم أن يعاد نفس السيناريو بحيث كان من الممكن أن ينتهي اللقاء إلى التعادل.. الفريق الليبي قدم كل ما في جعبته خلال الجولة الأولى و أنهك كثيرا وأنا كنت أعرف بأن الجولة الثانية ستكون مغايرة على اعتبار أن الخصم أعطى كل ما لبديه خلال الجولة الأولى ، وهذا ما حصل بالفعل بحيث سيطرنا خلال الجولة الثانية وكان بالإمكان تسجيل أكثر من هدفين لولا التأثير النفسي الذي يلازم لاعبي فريقنا خصوصا بعد الوضع النفسي المرتبك للاعبين بعد خمس مباريات بدون حظ ، ونحمد الله على هذا التهديم ونتمنى أن يكون بمثابة فرصة لتجاوز أزمة العقم الذي عشناه.. وهذا أمر مهم لأن الفريق الحقيقي هو الذي شاهدناه خلال الجولة الثانية.. وقد طالبت اللاعبين بالاستمرار في طريقة لعب الجولة الأولى لإنهاك الخصم وتسجيل الأهداف، وهو الأمر الذي حصل بالضبط .. أنا أحترم الجماهير العسكرية وأحترم غيرتها على فريقها وأقول بأنه من حقها الاحتجاج لأنها تريد أن ترى فريقها في مستوى عالي، وحين جئت للفريق فهي نفس الجماهير التي استقبلتني و حملتني على الأكتاف، فالنتيجة هي الطريق لتحسين العلاقة مع الجماهير وهذا أمر معقول، وهو الضغط الذي لامي اللاعبين، وانتصار اليوم فرصة لإرجاع الثقة و لو بخمسين في المائة مرحليا .. «