انتزع فريق الجيش الملكي فوزا صعبا أمام ضيفه النصر الليبي 2-1 ،في المباراة التي جمعتهما مساء اليوم الثلاثاء بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم ذهاب نصف نهاية كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس في كرة القدم. وتجلت صعوبة اللقاء،الذي قاده طاقم تحكيم من الجزائر بقيادة أمالو مختار، في كون الفريقين دخلا هذه المواجهة بهدف تفادي الهزيمة وهو ما بدا واضحا على نفسية لاعبي الفريقين، وخاصة منهم المغاربة الذين غلب على أدائهم عاملي الحيطة والحذر. ولم ترق المباراة إلى تطلعات جمهور الفريق العسكري، الذي انسحب من الملعب بصورة حضارية بعد مرور ربع ساعة فقط على انطلاقها، معبرا عن عدم رضاه على النتائج المتواضعة التي حققها الفريق في البطولة رافعا لافتات تعبر عن سخطه وعدم رضاه على الإدارة التقنية للفريق. وكان اللعب قد ارتكز في أغلب فترات الجولة الأولى في وسط الميدان في محاولة من الجانبين لبناء عمليات هجومية لم تشكل خطورة واضحة على حارسي الفريقين بينما كانت العشوائية في اللعب وكثرة التمريرات الخاطئة التي ردها عزيز العمري مدرب الفريق العسكري إلى الضغط النفسي الذي فرضته أهمية المباراة وعدم تحقيقه نتائج إيجابية في الدورات الأخيرة من البطولة. وفي الشوط الثاني انتفضت عناصر فريق الجيش الملكي بعد أن استعادت أسلوبها الهجومي وأصبحت أكثر سيطرة ميدانيا وخلقت العديد من الفرص لكنها كانت تهدر إما بسبب التسرع أو عدم التركيز في التصويب أو تثاقل بعض اللاعبين في التمرير. وفي الوقت الذي كان فيه الكل يعتقد أن المباراة ستنتهي بالتعادل فاجأ فريق الجيش الملكي الجميع بتسجيله هدفا في الدقيقة 71 بواسطة مراد فلاح بعد ركنية من الجهة اليمنى نفذها اللاعب المهدي الباسل . وألهب هذا الهدف حماس اللاعبين وزادهم ثقة في إمكانياتهم وتحرروا من الضغط النفسي الذي لازمهم طوال المباراة، وكان بإمكانهم الوصول في أكثر من مرة إلى مرمى الفريق الليبي الذي تراجع إلى الوراء في محاولة لإمتصاص حماس الفريق العسكري وتهدئة اللعب مع اللجوء إلى الحملات المضادة وهو ما نجح فيه إلى أبعد تقدير. وضد مجرى اللعب نجح الفريق الليبي في إدراك التعادل على إثر مرتد سريع من وسط الميدان توجه اللاعب أنس فوزي خلاف بتسديدة قوية باغثت الحارس الشاب حمزة حمودي لتستقر الكرة في مرماه (د 78). وعلى الرغم من استقبال مرماه لهدف مباغث واصل فريق الجيش الملكي هجوماته وكثف من محاولاته عبر الأجنحة بواسطة كل من المهدي الباسل ومراد فلاح ومحمد جواد بحثا عن هدف ثان يرجح كفته في هذا اللقاء وهو ما تأتى له في الدقيقة 82 بواسطة البديل أحمد خليل. وعرفت الدقائق الأخيرة سيطرة مطلقة لفريق الجيش الملكي الذي أضاع ببشاعة سيلا من الأهدف لينتهي اللقاء بهدفين لواحد في انتظار مباراة الإياب يوم 14 نونبر الحالي في بنغازي. يذكر أن فريق الجيش الملكي كان قد خاض المباراة النهائية لمسابقة كأس الأندية البطلة في نسختها الأولى سنة 2008 وخسرها أمام النادي الإفريقي التونسي بالضربات الترجيحية 4-3 بعدما تعادلا ذهابا وغيابا (0-0)، فيما ودع المنافسات في دور نصف نهاية النسخة الثانية من المسابقة ذاتها (2009) على يد فريق أهلي بنغازي الليبي. وكانت مباراة نصف النهاية الأولى قد أقيمت زوال اليوم في مدينة باجة التونسية بين الأولمبي الباجي ووفاق سطيفالجزائري وانتهت بفوز الفريق الأول 1-0.