أكد المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان، يوم الاثنين بأكادير، أن المغرب يسير على الطريق الصحيح في مجال التنمية البشرية، من خلال تركيزه على التوفيق بين النمو الاقتصادي والتنمية البشرية. وقال ستروس-كان، في كلمة خلال جلسة علمية حول موضوع «التنمية البشرية وإعادة توزيع الثروات»، عقدت في إطار منتدى التنمية البشرية الذي احتضنته أكادير على مدى يومين، إن «المغرب نجح في اتخاذ مسار صحيح على درب التنمية، بالنظر للأوراش الكبرى التي يشهدها في مختلف المجالات، خاصة تطوير البنيات التحتية الكبرى». واعتبر أن الفضل يعود للتجربة المغربية في مجال التنمية، التي كرستها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بإعادة توزيع الثروات وتقليص التفاوتات بين الفئات الاجتماعية داخل البلد الواحد. وأكد ستروس- كان أنه «يجب التنويه بكون المغرب قد انخرط، بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في هذا المسار التنموي»، مبرزا أن التجربة المغربية أظهرت أن التنمية الاقتصادية، وإن كانت ضرورية، فإنها غير كافية لتقليص التفاوتات وتطوير مناهج التربية والأنظمة الصحية ودور النساء، ومن ثم أهمية الانخراط في السياسة الإرادية التي تجسدها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأشاد بكون منتدى أكادير قد بادر إلى طرح سؤال مركزي يخص السياسة التي يتعين نهجها من أجل امتصاص الفوارق الناجمة عن سياسة النمو الاقتصادي، موضحا أن النمو يكون قويا حين يتم التركيز بشكل أكبر على الارتباط الوثيق بين سياسات التنمية البشرية وسبل تقليص التفاوتات بين الفئات الاجتماعية. وبخصوص آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، دعا السيد ستروس- كان إلى بناء عالم جديد يقوم على تحقيق التوازن بين الطلب الداخلي والخارجي للأسواق، مما يمكن من خلق طبقات متوسطة داخل المجتمع، وبالتالي تحقيق النمو، إضافة إلى نهج سياسات تتوخى تحقيق التنمية المستدامة بالاعتماد على الطاقة الخضراء.