في إطار مسلسل إعداد المخطط الجماعي للتنمية، الخاص بالجماعة الحضرية لتولال، يسعى مجلسها البلدي جاهدا منذ بداية ولايته، على التدبير الأنجع لتأهيل المدينة، والارتقاء بها، في تعاون وتنسيق مع السلطات المحلية، والإقليمية، والإدارات العمومية، وفق منهجية مضبوطة ومواصفات تليق بمستوى انتظارات المواطنين. مستحضرا في ذلك واقع الجماعة، وحاجياتها، وإمكاناتها، ورهاناتها، بما يقتضيه الأمر من مسؤولية، وحزم، تعبيرا عن الرغبة الأكيدة في العمل الجاد، لرد الاعتبار لهذه القلعة التي لا تستحق التجاهل. محمد سيف رئيس الجماعة الحضرية لتولال، ينقل باختصار حجم المشاريع الإنمائية المنجزة، وأخرى مبرمجة أو في طريق الإنجاز، إذ يوضح: كانت الجماعة في ما سبق تابعة إداريا وترابيا لجماعة عين عرمة، وإلى حدود التقسيم الجماعي لسنة 1992 استقلت بذاتها وهي جد فقيرة. واليوم يسيرها رئيس منتخب و16 عضويا. يضمهم قصر بلدي بني حديثا على مساحة ألف و580 متر مربع. وهي جماعة فتية تتوفر على رصيد عقاري يبلغ ألف و500 هكتار، خصص منها 750 هكتارا لمجال التعمير، والباقي يعتبر منطقة معاشية مقامة على رصيد عقاري، تتقاسمه أراضي الكيش بنسبة 4,5 في المئة، و95,5 في المئة تدخل في ملكية الخواص. ولتعزيز رصيدها العقاري من أجل تأهيل المدينة يقول الرئيس، بادرت الجماعة إلى اقتناء بعض الأراضي من الدولة، ومن الخواص إما بالتراضي أو عن سلك مسطرة نزع الملكية. الأمر الذي مكن من تغطية الجماعة بتصميم تهيئة مصادق عليه بالمرسوم رقم 1605-05-2 بتاريخ 09/01/2006 يشمل مساحة 750 هكتارا. مما أهل الجماعة إلى قطب حضاري متوازن، ومتكامل مع محيطه الاجتماعي، والاقتصادي والثقافي، والرياضي. توجه نحو النهوض بالبنيات التحتية تتخلل المدينة شبكة طرقية طولها 72 كلم، 40 في المئة منها بحالة جيدة، و52 متوسطة الحالة، أما الباقي فهو دون المتوسط إما متلاش، أو غير معبد بالمرة، وقد عملت الجماعة - يقول الأخ سيف _ على تبليط بعض الأزقة، تهم 7 آلاف ساكن، بميزانية 3 مليون و66 ألف و146 درهم. مع إعادة بناء الأرصفة، والطوارات بمبلغ 5 مليون درهم تقريبا. وكذا تثنية وتوسيع الطريق رقم 718 وترصيفها، وكهربتها، انطلاقا من محطة البنزين إلى المجزرة بتولال. وتبلغ تكلفة هذا المشروع، الذي يعد في طور الإنجاز بحوالي 14 مليون درهم وهناك برمجة على المستوى القريب لتبليط أزقة أخرى، وتجهيزها، بما يلزم، بميزانية 570 ألف درهم. كما ستنطلق الأشغال بالشارع الرئيس لتولال الذي ينطلق من مدخل المدينة إلى آخر محطة للحافلات، وسيكون شارعا متميزا من حيث الإنارة والترصيف، رصدت له ميزانية 2 مليون درهم. كما تم إعادة هيكلة تجزئة الفتح، وتزفيت أزقتها بغلاف مالي لامس 11 مليون درهم. تدبير النفايات الصلبة واهتمام بالمساحات الخضراء تم تعزيز قطاع النظافة بشاحنة تصل حمولتها إلى 14 طن، ويتم جمع النفايات المنزلية كل يوم باستثناء يوم الأحد، وهذا يستجيب لمتطلبات السكان فيما يخص مركز تولال، أو البنايات الجديدة برياض تولال. وبالنسبة للمساحات الخضراء أبان الرئيس عن كلفة المشروع تبلغ حوالي 500 ألف درهم ، وهو مبالغ غير كافية لتهيئة بعض المحاور الرئيسة، والمساحات وتشجيرها، وكهربتها، لتضفي رونقا، وجمالا على بعض الساحات داخل المجال الحضري، وهذا يتطلب مجهودا وإمكانات مادية . المجال الثقافي والاجتماعي والرياضي من أجل مواكبة الاستثمار والتنمية أوضح الرئيس أن الجماعة عملت على إنجاز مشاريع البنيات الثقافية والاجتماعية، والرياضية إذ بلور المجلس مشروع إنجاز قاعة مغطاة متعددة الرياضات والمسبح الأولمبي البلدي، وخزانة البلدية، بمبلغ إجمالي قدر في 10 مليون و700 ألف درهم. ونظرا للخصاص في التجهيزات الأساسية، والطاقات المؤهلة التي تعرها هذه القاعة التي دشنت بتاريخ 20 غشت الأخير من طرف والي جهة مكناس-تافيلالت. فهناك مشروع اتفاقية شراكة مع وزارة الشيبة والرياضة في طور الدراسة، سيتم تفعليه بعد الموافقة النهائية للمجلس. ولتعزيز البنية الصحية، فزيادة على بعض التجهيزات التي همت المستوصف تم بناء مركز للهلال الأحمر المغربي بمرفقاته بحوالي 94 ألف درهم. إجراءات للنهوض بالميدان الاقتصادي يقول الرئيس في هذا المجال أنه بمجهوداته الخاصة، تم استقطاب مؤسسات بنكية، لتسديد خدمات تجارية لفائدة السكان والجالية المقيمة بالخارج. والعمل على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع البناء، وغيرها مع جلب استثمارات صديقة للبيئة، إيمانا من المجلس بخلق فرص حقيقية للشغل. أما البنية الصناعية، فتكاد تكون شبه منعدمة بالجماعة ، باستثناء معمل واحد. وتداركا لهذا النقص سيتم وضع خطة عمل وفق رؤية استراتيجية تنبني على المقاربة التشاركية لإحداث منطقة صناعية مؤهلة لخلق فرص للشغل، والرفع من القدرة الشرائية للمواطن. أما الصناعة التقليدية بتولال فتكاد تكون شبه منعدمة بالجماعة فهي تقتصر على بعض الحرف التقليدية، التي هي في طريق الانقراض، والمجلس واع كل الوعي بهذه المسألة، وسيعمل جاهدا على تطويرها ورد الاعتبار لها ومساعدة المزاولين لها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ولتعزيز مكانة السياحة داخل النسيج الاقتصادي ارتأى المجلس إحداث منطقة سياحية تعتبر معبرا رئيسا في اتجاه فاس والرباط والقنيطرة تكون متنفسا ترفيهيا بالنسبة للسكان والمناطق المحدثة. وبخصوص المجزرة البلدية، أكد الرئيس أن تواجدها ضروري بالمنطقة يخدم مصلحة السكان والمناطق المجاورة وقد تم ترميمها مؤخرا وأصبحت في المستوى اللائق حيث فتحت لفائدة الجزارين المحليين، وأضاف أن هناك مشروعا لإحداث مجزرة بمواصفات حديثة تستقطب جميع الجماعات المتواجدة بالإقليم ضمنها جماعة تولال. وارتباطا بالموضوع أضاف الرئيس أن المشاريع التنموية همت حتى بعض الدواوير القريبة والمهمشة، مثل دوار بانيو، حيث تم التفكير في تجهيزها بالكهرباء. بميزانية 2 مليون درهم. وإعادة النظر في البنية التحتية. وأوضح أن هذا الدوار استفاد مؤخرا من مضخة للتزويد بالماء الصالح للشرب مع برمجة خزان للماء، وقد استبشر السكان خيرا بهذه المبادرة. إكراهات الجماعة تعرف الجماعة بعض الإكراهات، وهي تعمل جاهدة على تطويقها أو احتوائها، ضمنها على سبيل المثال لا الحصر يقول سيف: احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين، فالجماعة بصدد حل هذه المعضلة حيث تم اقتناء عقار لبناء سوق بلدي نموذجي بجهة البرج تولال لاحتواء هؤلاء الباعة. والجماعة إذ تفكر في إحداث توازن اقتصادي بين المشاريع التي تهم توسيع النسيج الحضري، لذلك ارتأى المجلس ضرورة وضع خطط عمل تنموية ترمي إلى تهيئة الجماعة في نظرة حضرية شمولية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياحية تعتمد التكامل المجالي.