خصصت جمعية أدور للثقافة والتنمية بصفرو، دورتها الرابعة في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي ، لإبراز مدى تأثير الشعر الأمازيغي كجنس أدبي رفيع في الثقافة الأمازيغية، مما جعل من هذا التراث الشفهي المغربي، خزانا لتلك التطلعات الروحية للإنسان عموما والأمازيغي خصوصا، واحتفظت تلك المتون بقوة سحرها الأخاذ وبيانها بعمق، . ومن أجل إظهار هذه المعاني الحقيقية في الثقافة الأمازيغية التي جعلتها الجمعية نصب أعينها، نظمت ملتقى ثايفارث للشعر الأمازيغي ، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الثقافة ، وبتعاون مع عمالة صفرو ومجلسها البلدي ، المجلس الإقليمي وجهة فاس بولمان . واستدعت لهذه التظاهرة العديد من الشعراء الأمازيغ من بينهم ، شعراء إجضاضن آزرو، أمساسا إموزار ، أوماثن كروان ، أدور صفرو ، ثغزوت لعنوصر، أيت أوطالب كروان ، ثاضفي آيت عيسى أولحسن صفرو وغيرهم كثير، في الوقت الذي ربطت بين دراسة إشكالات الشعر الأمازيغي في التدوين، مع البحوث التي شارك بها ثلة من الأساتذة، من بينهم محمد حمام ،أحمد الدويري، سعيد حنين، محمد العمراني ولحسن أوري ، حول العلامة أبو علي الحسن اليوسي المفكر المغربي الفذ . وساهم الناشطون الجمعويون ، وأعضاء جمعية أدور منهم رئيس الجمعية حسن الكايسي في تنظيم وتأطير وتنشيط اليومين الثقافيين، من خلال تنظيم زيارة لضريح العلامة أبو علي الحسن اليوسي ، بعد استقبال المشاركين ببهو البلدية، وخلال وصولهم استضافتهم رئيسة جماعة أهل سيدي لحسن . وتناولت الندوات موضوع «الشعرالأمازيغي الأطلس المتوسط نموذجا رموزه وإشكالية الشفهية والتدوين»، نظمت الجمعية ورشات تيفيناغ لفائدة الشعراء، أطرها الأستاذين شرو التغزازي ومصطفى سرحان، وأنشطة موازية وترفيهية وأمسيات شعرية لتوزيع الجوائز والهدايا على الشعراء وتكريمهم، من بينهم الشاعر إدريس حسيني من مواليد 1930 بآيت عيسى أولحسن بالعنوصر ، حيث شكل رمزا لمقاومة الاستعمار بشعره ، كرمته الجمعية في هذه الدورة بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، جزاء على أعماله الفنية والأدبية . واستفاد العديد من التلاميذ ذوي الحاجات والمعوزين بالعديد من الجوائز والمساهمات والهدايا ( محفظات ولوازم مدرسية ) من طرف الناشطة الجمعوية رابحة اليوسي إبنة المنطقة أشرف على توزيعها السيد عامل الإقليم، وقد شملت هذه المبادرة كلا من تلاميذ مجموعات مدارس آيت عيسى أولحسن، وعيون إصنار ، وأغبالو أقورار، وتازوطة، وأهل سيدي لحسن، لأجل مساعدتهم وتشجيعهم على التمدرس . وتشرف المشاركون في الملتقى الرابع للشعر الأمازيغي بصفرو ، بحضور إلى جانب السيد عامل الإقليم ، بشخصيات وازنة ، حيث ألقى رئيس الجمعية حسن الكايسي كلمة ترحيبية، ذكر فيها بالثوابت الوطنية ومدى حرص الثقافة الشعبية والأمازيغية بالخصوص للإسهام في ترسيخها في زمن العولمة الجارف . وإلى جانب هذا الحضور الكريم ، حج إلى الملتقى العديد من الإعلاميين والصحفيين والمراسلين المحليين الذين واكبوا أشغال الدورة ، واختتمت الجمعية أنشطتها بأمسية شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء وفي مقدمتهم الشاعر محمد أويحيى الذي يعيش في الديار الفرنسية .