هل هي بداية عود على بدء ؟ سؤال أملته أولى تباشير قطرات الغيث التي تساقطت على المنطقة، والتي على إثرها عاد الحديث مجددا عن مظاهر فيضانات السنة الماضية لواد الحيمر، وما خلفته –يومذاك- من أضرار وخسائر مادية تجاوزت كل التوقعات، بعد أن غمرت المياه مساحات كثيرة من ربوع المدينة ، مسببة في حالات عزلة عاشها السكان جراء تلك الفيضانات . وقد انطلق الحديث بشأنها من الآن، خوفا من تكرار صورها ومآسيها ،والحال أن بواعث هذه التخوفات لاتزال قائمة ومصدرها يكاد يبقى أحد أكبر التحديات التي لم يتوفر لها الحل الفاصل والنهائي، ونعني بذلك الأخطار المرتبطة بواد الحيمر، باعتباره يمثل هاجسا حقيقيا لطالما نغص الحياة والاستقرار لدى السكان، وكيف لا يصبح مثار انشغال يقرأ له ألف حساب ، كلما تساقطت الأمطار وتجمعت المياه حول إعدادية ابن ياسين إيذانا باكتساحها لوسط المدينة،،،، صور ومشاهد كان لنا الوقوف المباشر عليها في السنة الماضية، لا نتمنى عودتها مجددا وذلك بالنظر إلى المعاناة التي لاشك أن ذكرياتها لا تزال ماثلة في الأذهان، لكن قبل ذلك يبقى السؤال المطروح : هل من تدابير عملية وعاجلة تنهي هذه التخوفات التي (وكما قلنا ) بدأت تشق طريقها وبقوة إلى ساحة التداول ؟ هذا في الوقت الذي ما تزال فيه وضعية قنوات صرف المياه متروكة لقدرها وهي الجديرة بأن تنصب عليها الأشغال تحسبا للأعطاب والاختناقات التي قد تساهم في تعقيد الأمور بشكل أكبر، خصوصا وأن التجهيزات المتعلقة بشبكة التطهير المائي يعود بعضها إلى عهد الاستعمار، وبكل تأكيد فإن هذا الجانب من البنية التحتية للمدينة بات يطرح أكثر من علامة استفهام ويحتاج إلى قدر أكبر من العناية والاهتمام ، تمهيدا لإصلاحات شاملة تجنب المدينة خسائر الفيضانات ومخلفاتها ، وهي التي لم تنفع معها –يومذاك- لا متاريس رملية ولا احتياطات على سطح الأرض بهدف إبعاد خطر المياه على الساكنة. هي إذن جملة انشغالات وهواجس لا يمكن إلا أن ترمز لشيء واحد هو الخوف من تكرار أضرار وخسائر فيضانات السنة الماضية لواد الحيمر....وقد كانت ثقيلة ومكلفة للمواطنين الذين عاشوا مرارتها و لحظاتها العصيبة على مدى أيام ، كانت هي الأسوأ ما مرت به المدينة وتحمله السكان .