هيمنت قضية اختطاف واعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود على أشغال الندوة الفكرية التي احتضنتها مدينة الداخلة أول أمس في موضوع مقاومة الطرح الانفصالي داخل مخيمات تندوف. وقد شارك في هذه الندوة الهامة أساتذة جامعيون وشيوخ القبائل الصحراوية وقياديون عائدون من جبهة البوليساريو وترأسها كل من أحمد سويلم وماء العينين مربيه ربه. وقد تمحورت أشغال هذه الندوة على ثلاثة محاور تناول المحور الأول الجانب التاريخي وزيف الطرح الانفصالي وحقيقة لقاء 12 أكتوبر 1975. ثم تعرض المحور الثاني لانتفاضة 1988 بينما تعرض المحور الثالث لاستمرار مقاومة الطرح الانفصالي. وكانت قضية اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود حاضرة خلال هذه الندوة حيث اكدت لجنة العمل من أجل إطلاق سراحه مصطفى ولد سيدي مولود انها تحمل المسؤولية الكاملة للسلطات الجزائرية وميليشيات البوليساريو عن أي مكروه قد يتعرض له السيد اسماعيلي مولاي سلمى وابنه مصطفى سلمى الذي مازال مصيره مجهولا بعد إعلان سلطات الجزائر أنها اطلقت سراحه بعد الحملة التعبوية الكبيرة التي قام بها المغرب في هذا المجال وكذلك المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية والاحزاب الوطنية والحكومة المغربية والتي أحرجت السلطات الجزائرية ووضعتها أمام حقيقة زيف ادعاءاتها الدفاع عن حقوق الانسان، حيث عرف العالم كله من يخرق حقوق الإنسان، ومن اعتقل شخصا قياديا عبر عن موقفه السياسي من قضية الوحدة الترابية ومن قضية الحكم الذاتي الموسع للاقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، وهو الموقف الذي بات الكل في مخيمات الحمادة مقتنعا بصلاحيته ومشروعيته باستثناء مليشيات البوليساريو والمخابرات والدولة الجزائرية التي تريد تأبيد هذا المشكل المفتعل من أجل الاستمرار في المتاجرة بالمآسي الانسانية والتغطية عن عجزها الداخلي والخارجي والازمات التي تعاني منها الجزائر. وقد استمع الحاضرون في هذه الندوة الفكرية الهامة بالاضافة إلى عروض بعض المختصين إلى شهادات حية وتاريخية لشيوخ قبائل وفاعلين وفاعلات من سكان المنطقة الجنوبية من الداخلة والعيون وكلميم السمارة وكافة الأقاليم الجنوبية حول حقيقة ما جرى خلال السنوات الخمس والثلاثين من عمر هذا النزاع المفتعل خاصة بعض المحطات التي يريد النظام الجزائري الترويج لها مثل لقاء 12 أكتوبر 1975 أو التي يريد طمسها مثل انتفاضة 1988 . فبالنسبة للقاء الوطني المزعوم أوضحت الشهادات زيفه مؤكدة أن الامر كان يتعلق فقط بمؤامرة كانت تحيكها كل من المخابرات الجزائرية ونظيرتها الاسبانية من أجل إطلاق سراح بعض المعتقلين الاسبان لدى البوليساريو وذلك على حساب مصالح المغرب ووحدته الترابية. وبالنسبة لانتفاضة 1988 أكدت التدخلات والشهادات التي قدمت خلال الندوة على هذه الانتفاضة التي شكلت منعطفا حاسما في توجه جبهة البوليساريو حيث استفاق الناس في المخيمات من سبات الادعاء الانفصالي واكتشفوا النصب الذي تعرضوا له وتأكدوا أن القضية مؤامرة لخدمة مصلحة الجزائر ومصلحة طغمة المليشيات، وعبروا عن رأيهم الصارخ تجاه هذه المواقف. وأكدت المداخلات أن كل القبائل من الأقاليم الجنوبية شاركت في هذه الانتفاضة. وتأكد بالملموس ذلك بعد نزيف عودة من اقتنعوا بزيفها من قيادتين سابقتين وأعداد كبيرة مما عانوا من الاحتجاز. وأكدت المداخلات والشهادات أيضا على ضرورة الاستمرار في مقاومة الطرح الانفصالي خصوصا بعد اقتراح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية والذي فتح آفاقا جديدة للمشكل وهو الطرح الذي أصبح الكل في المخيمات مقتنعا به، ولعل القضية التي فجرها مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من داخل جهاز البوليساريو أكثر دليل عن ذلك.