بحضور سفير دولة فلسطين بالمغرب وأدباء وكتاب مغاربة وفلسطينيين والعديد من الفاعلين في مجالي الثقافة والفكر، وقع اتحاد كتاب المغرب والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين اتفاقية للتعاون والتواصل الثقافي بين البلدين بالمكتبة الوطنية بالرباط في الثامن من أكتوبر لسنة 2010. افتتحت الباحثة رشيدة بنمسعود حفل هذا اللقاء بكلمة ترحيبية واعتبرته لحظة متميزة، ستنضاف إلى اللحظات المغربية الفلسطينية، هي لحظة التعاون والتضامن والمساندة للشعب الفلسطيني، وستكون دعامة أساسية للفعل الثقافي بين البلدين. واعتبر الشاعر مراد السوداني رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين: أن هذا اللقاء هو لحظة جديدة، ستقوم على التعاون وإغناء التجارب الإنسانية، وهي لحظة عالية لتأكيد الإنحياز إلى الحرية التي لا بديل عنها إلا بالمزيد منها، والمغرب الشقيق مازال يفتح شبابيك الأمل والحرية. هذه الالتفاتة تأتي في سياق مد خيط ذهبي ثقافي بين المغرب وفلسطين الذي لم ينقطع أبدا منذ حي المغاربة بالقدس، ضدا على الهمجية والعدمية والتخريب والدمار التي تطال الشجر والبشر، والمغرب دائما يقدم يد السند، ونحن هنا من أجل الرهان على ما هو ثقافي، والذي نصر عليه حتى تبقى خارطة الإبداع عالية نقية بحجم الثقافة التي نتشبث بها باعتبارها آخر ما تبقى لنا بعد نسيان كل شيء. وأكد الناقد عبد الرحيم العلام عن اتحاد كتاب المغرب على أهمية هذا اللقاء من أجل توطيد وتثمين التواصل الثقافي بين الاتحادين، وتأسيس لحظة ثقافية وأدبية بين البلدين، والقائمة منذ تأسيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين. واعتبر بكون أن القضية الفلسطينية هي الوحيدة التي استطاعت توحيد كل القوى الفكرية والسياسية ببلادنا، رغم قوة الصراع فيما بينها، ليخفت صوتها وتتكتل حول القضية الفلسطينية، ولم يحدث أن توحدت نخبنا السياسية والاجتماعية والثقافية كما وحدتها القضية. أما الشاعر نجيب خداري رئيس بيت الشعر، فقد اعترف أنه شاهد على هذه اللحظة الجميلة، التي تسعى إلى تطوير الأفق الثقافي والنضال المشترك بين الاتحادين، وهو أفق رافق كل منهما وشكل هاجسهما المستنار منذ فترة تأسيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين سنة 1972 ، وهو ذات أفق الذي انخرط فيه بيت الشعر المغربي مستحضرا فلسطين كإبداع وكقضية من أجل ضمان الأرض والكرامة، وكان رمز الحضور الفلسطيني الدائم في بيتنا ممثلا في صديقنا الراحل محمود درويش عضو الهيئة الشرفية لبيت الشعر في المغرب والذي واكب تأسيسه وامتداده، ولازم حضوره في محطات المهرجانات الكبرى، واكتسى بالرمزية الفلسطينية مزيدا من الألق. وفي الختام تم توقيع الاتفاقية، وتسليم ذرعي كل اتحاد كتاب المغرب والاتحاد العام لفلسطين، وكذا شهادات احترام وتقدير وبعض الهدايا لإصدارات اتحاد كتاب المغرب بالإضافة إلى قراءات شعرية، للشاعرين مراد السوداني ونجيب خداري مسك ختام هذا اللقاء.