وصل عدد المهاجرين السريين القادمين من جنوب الصحراء منذ الفاتح من يناير 2005 وإلى غاية 16 شتنبر 2010 إلى 23ألف شخص من مختلف الجنسيات الإفريقية وخاصة من مالي، السينغال، بالإضافة إلى حوالي 2900 متسلل جزائري.. وقد تمت عمليات ترحيلهم التدريجي عبر رحلات جوية وعبر الحدود البرية. ومازالت الحملات التمشيطية متواصلة،منذ سنة 2005 والى اليوم حيث بلغ عدد الموقوفين حسب مصادر أمنية أزيد من 25000 شخص. وقد شملت الحملات التمشيطية التي تجندت لها قوات الأمن من وجدةوالناظوروبركان وكذا رجال الدرك والقوات المساعدة و الوقاية المدنية عددا من النقط السوداء بإقليم الناظور وبجامعة محمد الأول بوجدة، كما تم إيقاف عدد آخر بكل من بركان وبوعرفة وجرادة. هذا وتغطي الحملات التمشيطية المتواصلة للحد من ظاهرة التسلل إلى التراب الوطني كل المناطق بالجهة الشرقية وخاصة بالغابات والمسالك السرية والجامعة وخطوط السكة الحديدية و غيرها.. إضافة إلى غابة كوروكو بالناظور وكذا كوستوكوردو المحاذية لمليلية المحتلة، و غابات سيدي معافا ولكنافدة ومركز جوج بغال الحدودي مع الجزائر، وكلها تعتبر نقط الانطلاق بالنسبة لهؤلاء النازحين الذين يبحثون عن الفردوس المفقود.. وقد استفسرنا هؤلاء عن أوضاعهم وطرق معاملة السلطات لهم ، فردت إحداهن وهي «مازا وادكو « من مالي قائلة: كما ترى أنا أم لطفلين، وأشارت إلى زوجها الذي يصغرها سنا، لقد فوجئنا بوصول قوات الأمن إلينا باكرا، لكننا لم نرى منهم إلا الخير، لقد عاملونا بالحسنى، وقدموا لنا الأكل ووفروا لبعضنا بعض الأدوية المهدئة لآلام الرأس وكذا المياه المعدنية، وتضيف «مارا» وكما ترى فقد توصلنا بهذه الأغطية وبعض الملبس من طرف أبناء المغرب من محسنين. وحسب مهاجرين آخرين التقيناهم فإن هؤلاء يقومون بالهرب من متاعب لا تنتهي في سبيل إيجاد وظائف لا يقبل أي إنسان القيام بها، ومنذ سنة 2000 على وجه الخصوص تحولت وجدة إلى قبلة نزوح آلاف الأفارقة (حوالي 85 ألف تم ترحيلهم في ظرف 10 سنوات). وأصبحوا يحملون السلطات الأمنية من شرطة ودرك وقوات مساعدة عناء ومشقات كبيرة، كما يكلفون الدولة خسائر مادية ضخمة (حوالي 9 مليارات من السنتيمات) تتجلى في مصاريف النقل والمأوى والمأكل والتطبيب والعلاج وأحيانا الملبس.. وحسب مصادر أمنية ودركية، فقد تم ضبط عدد كبير من الأفارقة خلال الحملة الأخيرة استطاعوا الحصول على وثائق هوية مزورة بالجزائر ( مدينة مغنية) حيث تتمركز أكبر عصابة لتزوير الوثائق وجوزات السفر بالمقابل... والأكثر من هذا وحسب تصريح بعضهم فإنهم وخلال ترحيلهم عبر الحدود مع الجزائر يواجهون في الجهة الأخرى من طرف سلطات الحدود الجزائرية التي تشجعهم على العودة من نقط أخرى، بكل من تويسيت، ورأس عصفور، وبوكانون بأحفير، وطريق الوحدة، وبني ادرار، وبني وكيل وغيرها من نقط العبور السرية.