تنعم مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام بهدوء نسبي بعد أن خفت أنشطة العصابات الاجرامية التي طالما روعة أمن وسلامة المواطنين. ورغم حوادث القتل الثلاثة التي عرفتها عمالة ابن مسيك فان لا علاقة لها.... بأعمال المجرمين وإنما هي ناتجة عن جلسات الخمر والحشيش والفساد والانتقام بين أصدقاء السوء... ففي الهراويين ... بعد سهرة ما جنة بين خمسة شبان وفتاة... حاول احد الشبان الانفراد بالفتاة لممارسة الجنس لكنها رفضت .. فأخذته العزة بالاثم لاستعمال العنف.. مما دفع الشبان الاربعة لتكبيله بالحبال.. والتنكيل به بالهراوات وللتأكد من موته... طعنوه في صدره بضربة مقص عجلت بوفاته. وفي درب الاتصال اعتدى احد الشبان على ابن جيرانه بطعنة سكين أحدثت جرحا غائرا على مستوى جبينه واذنه.. مما دفعه للتربص به وحين واتته الفرصة انقض عليه بخنجر واثخن جسده بجروح عميقة عجلت بوفاته .. فذهب المعتدي إلى مسكن اهل الضحية وأخبرهم انه قتل عدوه.. وللامعان في التشفي من خصمه المقتول نزع حذاءه الرياضي وهاتفه المحمول وقال للمتجمهرين امام الجثة.. سأذهب بهما إلى السجن.. ولكنه لم يستفد منهما ففي أقل من اسبوع جاءت الاخبار بأنه توفي في السجن متأثرا بجراحه. والجريمة الثالثة وقعت ليلا بأحد أحياء سباتة بعد صراع بين مخمورين. وحتى الاعتداءات العنيفة التي كان يتعرض لها المواطنون من طرف عصابات اللصوص اختفت نهائيا... ولم تشهد مدينة الدارالبيضاء إلا حادثة واحدة بمنطقة عين السبع ... عندما أقدم أحد على الأشخاص بعد خروجه من السجن بيوم واحد الانتقام من أحد أصدقائه.. فبتر أنفه بضربة سيف... ثم تابع ضرباته ليحدث له جراحا في يده اليسرى وفي أذنيه وفي مختلف أجزاء جسمه بحيث فاقت الضربات «30» طعنة... والغريب أن المعتدي بعد أن ارتكب جريمته لم يجد أمامه إلا مسجد القدس ليختبئ فيه. والظاهر الآن في مدينة الدارالبيضاء أن المجال أصبح مفتوحا أمام عصابات النشل والسرقة الذين يشنون هجمات خاطفة على متن دراجاتهم النارية النفاثة الفائقة السرعة بحيث يصعب تعقبها...وغالبا ما ينشط هؤلاء «الشفارة» في محيط الأسواق الممتازة... وسوق الجملة للخضر... وبين دروب الحي الحسني وعين الشق وسيدي عثمان ومولاي رشيد والسالمية وللا مريم وكراج علال ودرب عمر وبين الأحياء الراقية في مناطق: الوازيس والريفيرا وفرانس فيل ولارميطاج.. وفي هذا الصدد تمكنت شرطة مكافحة العصابات من اعتقال ما يفوق «200» سارق من أصحاب الدراجات. وآخر غزواتهم أنهم تمكنوا من خطف كيس به «47» مليون من مواطن عند مغادرته البنك. وبموازاة مع عمليات الشرقة بالدراجات هناك عمليات ترويج المخدرات التي أصبحت تعرف تطورا خطيرا في أسلوب ترويجها من خلال الاستعانة بأطفال وبنات يحملون حقائب مدرسية ويندسون بين تلاميذ الاعدادية والثانويات... لاغرائهم بشراء هذه المادة السامة وفي هذا الصدد نجحت الشرطة بالدارالبيضاء في حجز ما يفوق «200» كيلوغرام من مخدر الشيرا واكتشاف «14» طنا من مخدر الشيرا في ميناء الدارالبيضاء... وتم اعتقال عنصرين من أكبر مروجي المخدرات بأحياء الهراويين ومولاي رشيد وتمكنت عناصر الدرك الملكي بشارع 2 مارس من توقيف سيارة فخمة محملة بالكيف وأوراق التبع... ويبدو أن عالم الجريمة لم يعد حكرا على المجرمين فأحيانا يقتحمه بعض رجال الأمن وهذا حدث في ميناء الدارالبيضاء عندما سطا بعض الأشخاص على سيوف خاصة بالحرس الملكي وتم العثور عليها في منزل بحي مولاي رشيد وبعد البحث ظهر تورط عنصرين من رجال الأمن في العملية... كما تم توقيف شرطيين من أمن عمالة ابن مسيك تورطا في عملية رشوة عندما أقدما على إلقاء القبض - خارج أوقات العمل - على تاجر مخدرات الذي نجح بدهائه من استدراجهما للتفاوض مع أخته التي اتصلت بوكيل الملك وتم القبض عليهما في حالة تلبس. ومن الأحداث الطريفة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء أن امرأة حامل فاجأها المخاض قرب جدار بالمدينة القديمة وقد تكلفت بعض النسوة باتمام عملية توليدها بنجاح... مما جعل الزعاريد تنطلق في الشارع العام... وهذا يذكرنا بنفس الحالة عندما فاجأ المخاض امرأة حامل وسط حافلة بكراج علال. ورغم أن اللصوص يتميزون بدهائهم فإن بعضهم تعتريه أحيانا نوبة غباء وحمق.. وهذا ما حدث لذلك السارق الذي اقتحم إقامة سكنية بدار بوعزة.. وبعد أن تخلص من المسروقات ببيعها احتفظ لنفسه ببدلة رياضية متميزة وجلس في أحد المقاهي ومن سوء حظه ان صاحب الاقامة المسروقة تصادف مروره بجانب المقهى فتعرف على بذلته فاستدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض على السارق.