شهدت مدينة الدارالبيضاء ثلاث عمليات إجرامية خلال أسبوع واحد نستشف من وقائعها الى أي مدى تجذر الاحتيال والنصب والغدر في عقول وقلوب بعض المواطنين المنحرفين. إنها قصة تاجر ذهب أوهموه بوجود كميات من الذهب المهرب وأغروه بشرائها ثم حبكوا سيناريو كما في القصص البوليسية فقد احتال زعيم العصابة على صديق له يعمل في مصلحة تقنية للشرطة بمدينة الرباط وطلب منه أن يصحبه الى مدينة الدارالبيضاء على متن سيارة للشرطة من أجل أن يسمله دينا في ذمته، وفي الدارالبيضاء كان شريك الزعيم يفاوض التاجر وفجأة وقفت سيارة الشرطة وترجل منها أفراد العصابة متهمين التاجر بشراء الذهب المهرب ومساومته بتسليمهم 30 مليون سنتيم أو اعتقاله وتسليمه للمحاكمة. وققد تمكنت الفرقة الجنائية لولاية أمن الدارالبيضاء من اعتقال ثلاثة من أفراد العصابة الستة والعملية الثانية: مأساة شاب مغربي عاد من ايطاليا فاستدعى مجموعة من أصدقائه للسهر في شقة أخته بحي القدس وبعد انتهاء «لقصارة» فضل أن يبقى معه أحد أصدقائه برفقة عشيقته وفجأة حضر الشيطان ووقع النزاع بينهما مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى: «انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر» وتطور النزاع الى عراك فسقط صاحب الشقة صارخا مستغيثا وحتى لايفتضح المجرم.. عمد الى قتله. والعملية الثالثة بطلها موظف في مصلحة البريد بالحي الحسني كان يسطو على رسائل الموظفين ويذهب بها الى منزله ليفضها.. فاذا وجد شيكات استعان بابنه لمسح القيمة المالية ويضع مكانها قيمة مالية تتراوح مابين (30 و 40 ألف درهم) ثم يسلمها لاحد مشاركيه في الاجرام لسحبها من الأبناك ببطاقات تعريف مزورة. والغريب أن هذا الموظف ظل لأكثر من أربع سنوات يمتهن هذا الخداع.. والصدفة وحدها هي التي اكتشفته عندما توصل احد الأبناك بشيك قيمته المالية «4 الاف درهم» فارتاب المكلف بصندوق الأداء واتصل بصاحب الشيك الذي انكر أن يكون أعطى هذا الشيك وبهذا القدر من المال.. وهكذا تم اعتقال حامل الشيك وانكشفت الفضيحة. والظاهر أن الغدر لا يقتصر على البشر فقط فحتى بوطات الغاز وأجهزة التدفئة أصبحت تغدر بمستعمليها.. ففي سيدي فاتح بالمدينة القديمة انفجرت «بوطا» فقتلت أما وابنيها.. وقبل هذه الحادثة.. قتلت هذه الاجهزة: أربعة أشخاص في البيضاء وأربعة في فاس وثلاثة في ورزازات واثنين في ابن سليمان واثنين في الناظور وهناك أكثر من 1500 حالة سنوية لضحايا تسربات غاز السخانات وأجهزة التدفئة تخلف قتلى كل سنة. ومن غرائب الصدف التي تساعد رجال الشرطة ان أحد المجرمين الذي روع منطقة الدروة واعتدى على المسؤولين الأمنيين وسرق سيارات واقتحم منازل وتمكن من اختطاف عشيقته من بين يدي رجال الدرك الذين أرادوا ان يستعملوها طعما لاصطياده.. ولكن «صيدهم» وهرب بخليلته. وعندما كان رجال درك الدروة وبوليس مدينة برشيد مشغولين في البحث عنه شاءت الأقدار أن تقع لهذا المجرم حادثة سير بالقرب من مركز. الشرطة في الطريق ما بين برشيد والبيضاء «ليصطادوه» محطما داخل سيارته.