تواصلت في القدسالغربية، أمس الأربعاء، المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي انطلقت جولتها الثانية يوم الثلاثاء في منتجع شرم الشيخ المصري ، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، دون أن يتوصل الطرفان لحل خلافاتهما بشأن الاستيطان. وقال المبعوث الأميركي للسلام بالشرق الأوسط ، ورج ميتشل، إن القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية أخفقتا في حل الخلاف بشأن النشاط الاستيطاني، ولكنهما ما زالتا تعتقدان أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق للسلام في غضون عام. ولم ترشح أي أنباء عن حل وسط بشأن قضية الاستيطان في المفاوضات التي حضرتها كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المقرر أن ينتهي وقف استمر عشرة أشهر للبناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة يوم 26 سبتمبر الجاري، لكن ميتشل بدا متفائلا رغم تهديدات فلسطينية بالانسحاب من المفاوضات الجديدة إذا استأنفت إسرائيل أعمال الاستيطان. وقال ميتشل للصحفيين في شرم الشيخ «الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو مستمران في الاتفاق على أن هذه المفاوضات، التي هدفها حل كل القضايا الجوهرية ، يمكن أن تستكمل خلال عام واحد». وأضاف ميتشل « إن الفريقين الإسرائيلي والفلسطيني سيجتمعان مرة أخرى في الأيام القادمة. وهذا هو أول اجتماع بين الجانبين منذ إعادة إطلاق محادثات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من الشهر الجاري بعد توقفها 20 شهرا بهدف معلن هو تحقيق إطار اتفاق خلال عام. وتشمل القضايا الجوهرية المستوطنات والأمن والحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين. لكن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، وصف المفاوضات، التي جرت في منتجع شرم الشيخ ، بأنها «جادة»، ونفى وجود تفاؤل فيما يتعلق بقضية النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة. وأوضح أبو الغيط، في مؤتمر صحفي، عقب انتهاء الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة، «لا أقول إنه يوجد تفاؤل بخصوص قضية المستوطنات، بل أقول إنه توجد مفاوضات جادة تتناول كافة المسائل المطروحة على مائدة المفاوضات من خلال جدول أعمال متفق عليه وواضح». بدوره قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ، نبيل أبو ردينة، إن المفاوضات المباشرة «كانت جدية»، مؤكدا في الوقت نفسه وجود عقبات فعلية بحاجة إلى مزيد من اللقاءات والمشاورات، خاصة إصرار الجانب الإسرائيلي على موضوع الاستيطان. ويبقى المهم ، بعيدا عن هذه التصريحات، إعلان الحكومة الإسرائيلي رفضها لمطالب جورج ميتشل ، بتمديد تجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ، عوفير جندلمان، للصحفيين، إن إسرائيل لا تنوي تمديد تجميد الاستيطان بعد انتهاء مهلة العشرة أشهر المحددة في نهاية هذا الشهر. وكان ميتشل طالب، بعد جلسة المفاوضات الأولى، باستمرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وقال للصحفيين «إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه من المقبول والمعقول استمرار تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة لاستمرار المفاوضات». وكانت جلسة التفاوض المباشر في شرم الشيخ ، بدأت بلقاء ثلاثي جمع عباس ونتنياهو وكلينتون. وبدأت الجلسة بعد تأخير تجاوز الساعة، تردد على لسان بعض المصادر أن سببه هو وجود خلافات قوية بين الطرفين الرئيسيين حول عدة أمور، أبرزها الخطط الإسرائيلية لمزيد من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.