فيما يبدي الوفد الصهيوني المفاوض تمسكاً بشروطه، المتمثلة بالاعتراف بيهودية الكيان ورفض وقف الاستيطان، حتى خلال المفاوضات؛ تُصر "سلطة فتح" على الذهاب إلى هذه المفاوضات، رغم المجزرة الصهيونية في بيت حانون واستمرار الاستيطان واقتحام المسجد الأقصى. فقد اختتمت "سلطة فتح"، ممثلة برئيسها (المنتهية ولايته) محمود عباس، وحكومة الاحتلال ممثلة ببنيامين نتنياهو، الثلاثاء (14-9)، الجولة الثانية من "المفاوضات المباشرة" حول القضايا النهائية في الصراع الفلسطيني – الصهيوني في منتجع شرم الشيخ بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، دون أن تفضي إلى أي شيء، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية المصري. ومن المقرر عقد لقاء ثلاثي آخر الأربعاء في القدس، كما أكد الموفد الأمريكي إلى الشرق الاوسط جورج ميتشل والناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة. وقال ميتشل، بعد الاجتماع الذي دام ساعة وأربعين دقيقة بين محمود عباس وبنيامين نتنياهو شاركت فيه كلينتون "اليوم بدأت الاطراف مفاوضات جادة حول القضايا الجوهرية". وفي رام الله، قال أبو ردينه "إن أجواء المفاوضات (..) كانت جدية"، مضيفاً "إنه تم تبادل معمق للمواقف اتجاه كافة قضايا الوضع النهائي"، لكنه أشار إلى "أنه لا تزال هناك عقبات فعلية بحاجة إلى مزيد من اللقاءات والمشاورات وخاصة إصرار الجانب "الإسرائيلي" على موضوع الاستيطان". وبموجب اتفاقات "أوسلو"؛ فإن القضايا الخمس لمفاوضات الوضع النهائي هي الحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين والمياه. وأضيف إلى هذه القضايا مسألة الضمانات الامنية التي تطالب بها سلطات الاحتلال في حال قيام دولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ي مؤتمر صحفي "إن كل القضايا تم طرحها"، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات "افتتاحية" بما يسمح لكل طرف أن يثير ما يشاء، حسب قوله. ورداً على أسئلة الصحفيين؛ أكد أنه "في سياق هذه المفاوضات الافتتاحية تمت اثارة مسألتي "يهودية الدولة" والاستيطان. وكان نتنياهو استبق الجولة الثانية من المفاوضات بتأكيد عزمه على عدم تمديد قرار تجميد الاستيطان. وقال "إن "إسرائيل" لن تواصل تجميد الاستيطان، ولكنها لن تبني آلاف المساكن المخططة"، حسب قوله. من جانبه؛ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، الذي يرافق عباس في شرم الشيخ إن "هذه الجولة (من المفاوضات) إنما هي لتوفير المناخ الكافي ليبدأ البحث في الأمور الجوهرية، وغيرها من القضايا". وأضاف "القيادة الفلسطينية على استعداد للدخول في مفاوضات مكثفة للتفاهم حول القضايا الجوهرية، قضايا الحل النهائي". وقالت الصحف الصهيونية إن حكومة نتنياهو تريد أن يمتد تطبيق أي اتفاق تسوية على مدى عشرات السنين، وهي معلومات لم ينفها مكتب رئيس الوزراء الصهيوني.