شكلت التطورات الأخيرة لمسلسل السلام الاسرائيلي- الفلسطيني محور المباحثات التي أجراها، الثلاثاء بنيويورك، الوزير الأول السيد عباس الفاسي ورئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس. وقال السيد محمود عباس، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، «لقد تطرقنا إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية، والحوار الفلسطيني الداخلي وتطور مفاوضات السلام مع إسرائيل». كما جدد السيد محمود عباس التأكيد على عزم الفلسطينيين «نهج سبيل الحوار بعزم راسخ وبدون كلل» من أجل إقامة دولة فلسطينية. وصرح السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، الثلاثاء ، أن قضية الصحراء شكلت محور أنشطة الوفد المغربي بنيويورك ، على هامش أشغال الدورة ال 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة . وقال السيد الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة بمقر الأممالمتحدة ، «بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس،كلفت بإجراء اتصالات مباشرة ووثيقة مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ، لمعرفة المراحل المقبلة التي سيشهدها هذا الملف في إطار التنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن رقم 1813 الصادر في أبريل الماضي». وأضاف السيد الفاسي الفهري أن هذا القرار « يعد قرارا توجيهيا ودقيقا للغاية في مضمونه ومقاصده، أي الانخراط في مفاوضات معمقة وجوهرية تأخذ بعين الاعتبار روح التوافق، وعلى أسس واقعية »، مذكرا بالدعم الذي عبر عنه مجلس الأمن الذي وصف المبادرة المغربية للحكم الذاتي«بالمجهود الجاد وذي المصداقية». وتابع قائلا « وكل هذا ما نأمل مناقشته وتحديد معالمه سواء تعلق الأمر بتعيين ممثل شخصي للامين العام خلفا للمبعوث الشخصي (للأمين العام للأمم المتحدة) ، السفير فان والسوم ، أو وتيرة والترتيبات الخاصة بهذه المفاوضات، بالإضافة إلى الطريقة التي ستنخرط بموجبها جميع الأطراف بشكل فعلي في هذه المفاوضات التي تتبناها المجموعة الدولية ». وأوضح السيد الفاسي الفهري أن لقاءاته تندرج أيضا«في إطار مقاربة شمولية لهذا الملف وتطوره لمعرفة كيف يمكن للأمين العام ولمبعوثه الشخصي المقبل ، ترجمة مفاوضات جادة على أرض الواقع إلى تقدم ملموس وحقيقي ، حتى نتمكن من إيجاد حل مقبول دوليا لهذا النزاع الإقليمي » . وفي هذا السياق جدد الوزير دعوة المغرب إلى « جميع الأطراف للانخراط في هذا المنطق، والاستجابة لنداء المجموعة الدولية والعمل من أجل إحراز تقدم قصد التوصل إلى حل نهائي يستجيب لتطلعات الشعوب الخمس بالمنطقة، وتنتظره كذلك مجموع شركاء هذه الشعوب ، حل يحتاج له المغرب العربي حتى يتمكن من تحقيق اندماجه في إطار من الانسجام والتقدم ». وأشار السيد الفاسي الفهري إلى أن تطور القضية الوطنية في إطار الأممالمتحدة تم التطرق له أيضا خلال هذه اللقاءات ، ولاسيما مع ممثلي العديد من البلدان الإفريقية . وقال بهذا الخصوص « إننا نتباحث مع عدد من البلدان الإفريقية الشقيقة حول تطور هذا الملف ، وذلك بالتوازي مع اتصالاتنا مع الأمين العام للأمم المتحدة » . وأكد أن هذه اللقاءات مكنت أيضا من استعراض العلاقات الثنائية التي هي علاقات « واعدة » ومهمة ، طبقا لتوجهات جلالة الملك محمد السادس في إطار تعاون فعلي جنوب-جنوب . وأكد بهذا الخصوص أن « جميع وفود البلدان الإفريقية الشقيقة قد عبرت عن ارتياحها لهذا التوجه الذي رسمه جلالة الملك بهدف التقدم معا في إطار العلاقات الثنائية » . وأضاف السد الفاسي الفهري « إننا ، كمسؤولين مغاربة ، جد سعداء وفخورين بسماع هذه الشهادات الصادرة عن سامي المسؤولين الأفارقة » . وقد واصل السيد الفاسي الفهري اتصالاته مع نظرائه بكل من غانا وتانزانيا والغابون والسينغال .