عالجت المحكمة الابتدائية بالرباط أخيرا ملفا يخص مجال الوساطة في البغاء والدعارة بأحياء راقية بحي بئر قاسم السويسي وحي الرياض توبع فيه متهمان رهن الاعتقال «يمتهنان» القوادة الراقية ويحتكرانها بمدينة الرباط، ومتهم ثالث في حالة فرار، علما أنه سبق أن قدم أمام نفس المحكمة في نازلة توبعت فيها إمرأتان بتهمة التعاطي للفساد والوساطة في البغاء وإعداد وكر لها. وانطلقت التحريات في هذه النازلة بناء على شكاية للسكان ليتم الكشف من جهة عن سرقة وتزوير وثائق ولوحة سيارة كانت تستعمل في الاتجار في الرقيق الأبيض، ومن جهة أخرى الكشف عن استغلال فتيات قاصرات وكراء فيلات الغير لممارسة الدعارة، مما يطرح على السلطات المعينة الإجابة في جملة من الاسئلة، وضرورة أخذ المكترين الحيطة والحذر عند كراء منازلهم تفاديا لكل مساءلة، خاصة عندما يتطور الأمر الى مالا يحمد عقباه لا قدر الله. في انتظار تحرك من يعنيه الأمر نقدم اليوم ملخصا لبعض مظاهر الاغتناء على حساب الغير والاتجار في أعراضهم: السكان يحتجون والخوف من البطشة: أكد سكان زنقة النسيم بشارع الارز سكتور 9 بحي الرياض في شكاياتهم أن المتهم المعتقل الذي كان قد اكترى فيلا وجهزها بأحدث الأفرشة جعلها وكرا للدعارة وماخورا يستقبل فيه زبناءه من الخليجيين الذين يرغبون في ممارسة الدعارة والفساد، حيث يجلب لهم المتهم فتيات أغلبهن قاصرات والخمور والمخدرات لتنطلق السهرة مع أدخنة الشيشا والشواء. وأشارت الشكاية الموجهة لمصالح الأمن ووالي ولاية الرباط وسلا إلى أن هذه التصرفات المرفوقة بالعبارات النابية وصخب الموسيقى أضحت تقض مضجع الساكنة وتحرم من جلوس افراد العائلة على طاولة وحدة، فضلا عن الحرمان من النوم. وقد رفض بعض السكان الذين تم الاتصال بهم من قبل عناصر الأمن الإدلاء بهوياتهم واكتفوا بإعطاء تصريحات شفاهية خوفا من بطش المتهم... الاستغناء عن الحارس واستقدام كلاب شرسة: في سياق التحريات الأمنية صرح حارس فيلا أن هذه الأخيرة مكتراة من شخص يحمل الجنسية السعودية والذي كان قد اكتراها لمتهم لكي لا ينكشف أمره... وعمل المتهم / صاحب الفيلا المكتراة على طرد الحارس بمجرد علمه أنه استدعي من طرف مصالح الأمن لكي لا يفتضح أمره، وجاء بحارس آخر وبكلاب شرسة لمنع أي شخص من الاقتراب، أو الدخول للفيلا مكان الليالي الحمراء. بعد عمليات رصد لعناصر فرقة الأخلاق العامة للفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط للفيلا موضوع البحث التي كانت تعج بالفتيات وزبنائهن والطباخين تمت مداهمة وكر الدعارة إلا أن عملية الاقتحام ووجهت بالكلاب الشرسة، مما أدى إلى فرار المشتبه فيهم عبر أسوار الفيلا، في الوقت الذي انطلق متهم بالفرار بسيارته بعد أن لاحظ محاصرة الفيلا. وعند اعتقال المتهم بعد إصدار مذكرة بحث في حقه أكد أنه كان قد قدم للعدالة سنة 2007 من أجل نفس التهمة وتعرف أثناء تواجده بالسجن على أشخاص يتعاطون للأعمال المشينة والمخلة بالآداب العامة وتوطدت علاقته بهم، وحين خروجه من السجن اكترى فيلا لتكون وكرا للدعارة بمساعدة المتهم الفار والمتهم الثاني المعتقل إلى أن كوّن ثروة سمحت له بكراء فيلا ثانية بشارع الولادية.. تبادل الفتيات والاكراميات أشار نفس المتهم أنه كان قد اكترى فيلا من سعودي ليسيرها لكي لا يظهر هذا الأخير في الصورة، وأنه كان يتبادل رفقة المتهم الثاني الفتيات والاكراميات التي يتوصل بها من زبنائه، لكونهما معا كانا يحتكران سوق الإتجار في الرقيق الأبيض، حيث جنى أموالا اقتنى بها شقة وفيلا مازالت في طور البناء بتامسنا. «ليالي ملاح» لأجانب من دول عربية: أفاد المتهم الثاني عند الاستماع إليه من قبل عناصر الأمن أنه كان قد حوكم بثمانية أشهر حبسا من أجل والوساطة في البغاء واعداد وكر للدعارة لكونه كان ويسير ويشرف على بعض الفيلات بأحياء راقية بالرباط، وعند مغادرته السجن لم يجد ما يسد به متطلباته مما جعله يعيد الكرة بكراء الفيلات واستقطاب فتيات من مختلف الأعمار لقضاء «ليالي ملاح» لفائدة أشخاص ينتمون في غالبيتهم لدول عربية، حيث كان قد اكترى فيلا ببئر قاسم بالسويسي بثمن 30 ألف درهم في الشهر... من سائق لجلب الفتيات إلى «باطرون»: بدأ المتهم «مشواره» كسائق يجلب الفتيات الراغبات في ممارسة البغاء بفيلا بعين خلوية التي كان يسيرها المتهم الأول الذي اكتسب منه الخبرة إلى أن أصبحا معا يسيطران على مجال الوساطة والبغاء بمدينة الرباط، حيث لا يقدر أي أحد على منافستهما حسب المنسوب إليه تمهيديا. تزوير أرقام السيارة واستدراج الفتيات: اتضح من التحريات بشأن وثائق سيارة كولف كان المتهم يستعملها في تنقلاته أنها مسروقة، وأنه كان على علم بذلك دون معرفة مالكها، مضيفا أن المسمى يونس متخصص في شراء وبيع السيارات المسروقة وتزوير وثائقها، وانه قام بشرائها بمبلغ زهيد لاستعمالها في جلب واستدرج الفتيات لممارسة البغاء، خاصة أن رقم لوحتها ليس حقيقي... ونسب إلى نفس المتهم انه ليست له حرفة يتقنها سوى الوساطة في البغاء التي اشترى من مدخولها شقتين، وأنه يقوم باستمرار بتغيير أقفال أبواب الفيلات ببئر قاسم وحي الرياض تفاديا لكل طارئ أو مداهمة من طرف الشرطة.