ما يزال ابراهيم اخياط كاتب عام أقدم جمعية أمازيغية طريح فراش المرض بالمستشفى العسكري بمدينة الرباط متمنياتنا له بالشفاء العاجل والعودة السريعة إلى نشاطه الجمعوي المعهود. الجميع يعرف أن أخياط من أوائل مناضلي الأمازيغية الذين فكروا تدريجيا في مشروع الإهتمام والعناية بالأمازيغية في مغرب ما بعد الاستقلال، ولقد أسهم أخياط في إعداد مرحلة القفزة الكبرى للحركة الثقافية الأمازيغية مع ملتقيات الجامعة الصيفية بأكادير وساهم في إعطاء تحليل دقيق لوضعية الأمازيغية مع تقديم مجموعة من المطالب منها الاعتراف الدستوري بالامازيغية، والتنمية المندمجة للجهات، وإنشاء معهد يتولى مهمة الاسهام في النهوض بالأمازيغية وقد قال مجايلوه إن ما يميز أخياط هو كفاءته في تدبير مختلف الأنشطة الثقافية والفنية، سواء محليا أو وطنيا وقد برهن على ذلك منذ السبعينيات على المستوى الفني بمرافقة مجموعة أوسمان من لحظة التأسيس إلى لحظة الشهرة الوطنية والدولية، كما برهن على ذلك أيضا في مختلف التظاهرات الفنية المحلية والوطنية التي ارتقت بالفن الأمازيغي من مستوى النظرة الفلكلورية إلى مستوى الفن الواعي برسالته. وعلى مستوى الكفاءة التدبيرية في مجال التظاهرات الثقافية يكفي استحضار الأنشطة الاشعاعية المحلية والوطنية التي وفر لها ما تستلزمه من شروط مادية ومعنوية وبشرية لكي ينتقل بالخطاب حول الأمازيغية من منظور »فلكلوري« إلى »ثقافة شعبية« تستأثر باهتمام البحث الجامعي في مرحلة من مراحل النقاش العام حول الثقافة المغربية. وكان أخياط مبادرا ومقترحا ومؤطرا ومستمعا جيدا يناقش بحدة ويتبنى بروح رياضية عالية الرأي السائد لدى أغلبية المناقشين، وقد أدار الدورية الثقافية »أمود« بجانب هيئة تحرير مكونة من الحسين آيت باحسين، وحسن إد بلقاسم والمرحوم الحسين اطبجي والحسين وعزي، وكان شغله الشاغل من خلال إدارة هذه المجلة النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وهذا ما جعله يهتم أكثر بالكتابة النثرية في المجلة رغم أنه كان من وراء التجربة الشعرية الحديثة مع مجموعة أوسمان وعموري مبارك وفيما بعد من خلال ديوانه »تابرات«. وأخياط في كتاباته يعتبر من المثقفين والمناضلين من أجل الحياة وضد الموت وقد جعل من الكتابة بالأمازيغية أقصى درجات الالتزام وصلت به إلى مرحلة الحب الصوفي للغته وثقافته وهو مايتجلى في كتاباته بالأمازيغية والعربية. واخياط من مواليد سنة 1941 بأكادير واستاذ الرياضيات والعلوم التطبيقية سابقا ومن مؤسسي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي سنة 1967 وكاتبها العام منذ ذلك الحين إلى الآن وبطل المغرب في رياضة الزوارق الشراعية سنة 1969، وممثل رئيسي في أول فيلم أمازيغي قصير 1972 ومؤسس أول مجموعة موسيقية عصرية أمازيغية »أوسمان« سنة 1974. ويعتبر من مؤسسي جمعية الجامعة الصيفية بأكادير سنة 1979 ورئيس اللجنة التنظيمية لدوراتها الأربع ومدير أول مجلة أمازيغية »أمود« »بذور« الصادر عددها الأول بتاريخ ابريل 1990 ومدير جريدة »تامونت« »الاتحاد« الصادر عددها الأول بتاريخ فبراير 1994 وأول منسق وطني للجمعيات الأمازيغية ورئيس اشغال الكونغرس العالمي الأمازيغي المنعقد بمدينة ليون الفرنسية صيف 1999 وعضو مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية. ومن مساهماته ديوان »تابرات« بالأمازيغية سنة 1992 وكتاب »لماذا الأمازيغية سنة 1994 وكتاب »رجالات العمل الأمازيغي: الراحلون منهم« سنة 1004 وكتاب »الأمازيغية هويتنا الوطنية« سنة 2007.