برهن فريق من العلماء أن تلك الوجبات السريعة الصغيرة التي لا تستغرق سوى دقائق تؤدي إلى تراكم الشحوم في الجسم مدى الحياة. وينصح هؤلاء العلماء بضرورة التفكير قبل تناول أي وجبات بما فيها تلك اللقيمات الصغيرة التي لا يستغرق تناولها وقتا طويلا لكن تأثيرها سيستمر لسنوات. فالتوجه لأكل قطع من الشوكولاته أو قليل من الآيس كريم قابل لأن يتسبب في توسيع الخصر كثيرا بعد سنوات على تناول أي منهما حسبما يقول هؤلاء العلماء. كذلك هو الحال مع التهام أطعمة غير صحية للتخفيف من توتر العمل أو التحضير للامتحانات قابل لأن تكون له نتائج وخيمة على زيادة الوزن وبالتالي على صحة الفرد. وإذا كانت هناك دراسات كثيرة لفهم الآلية التي تتسلل البدانة وفقها إلى الجسم مع تقدم السن، فإن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي قامت بإطعام المشاركين فيها بوجبات سريعة غنية بالسعرات الحرارية من حيث الدهون والسكر ثم تعقبت النتائج المترتبة على ذلك. قام الباحثون السويديون في هذا الدراسة بوزن وقياس 18 شخصا نحيفا ونشيطا ويتمتعون بصحة جيدة. وتضم هذه العينة أفرادا من الجنسين، وطلب منهم مضاعفة ما يتناولونه من سعرات حرارية لمدة شهر. كانت أعمار المشاركين في الدراسة في أوائل العشرين وتناول كل منهم ما لا يقل عن وجبتين سريعتين في اليوم ولم يقوموا بأي تمارين رياضية. وكانت هناك مجموعة أخرى من المتطوعين الذين لم يقدم لهم أي نظام غذائي مختلف عما يتبعونه عادة. وكانت النتيجة كسب كل فرد من أفراد المجموعة الأولى ما معدله 6 كيلوغرامات خلال شهر واحد. وبعد ستة أشهر فقد معظمهم ما كسبه لكنهم لم يتمكنوا من العودة إلى أوزانهم السابقة. مع ذلك، زادت أوزان أولئك الذين أطعِموا وجبات سريعة بعد سنتين بمعدل 3 كيلوغرامات تقريبا حسبما جاء في الدراسة التي نشرت في مجلة "نيوتريشن أند ميتابولزم" الطبية. وكان معظم الوزن المكتسب قد تجمع في منطقة الوركين مما يعطي المثل القائل: "لحظة على الشفتين، عمر على الوركين" مصداقيته. وقالت الدكتورة آسا ارنرسون من جامعة لينكوبينغ بجنوب السويد لمراسل صحيفة الديلي ميل اللندنية إن "الزيادة في كتلة الشحوم كان أكبر من المتوقع. وهذا ما يشير إلى أنه حتى مع التحولات السلوكية القصيرة المدى في مجال تناول الطعام فإن لها تأثيرات بعيدة المدى على الصحة". وليس واضحا السبب الذي يجعل الانغمار في وجبات الأكل السريع لفترة قصيرة ذا تأثيرات بعيدة المدى لكن ذلك قد يكون بسبب التحول الذي يطرأ على فسيولوجيا ( وظائف الأعضاء) الشخص مما يجعل من الصعب فقدان الوزن وإبقاء الوزن في المستقبل.