موازاة مع تسارع الخطى نحو إجراء استفتاء لتحديد مصير جنوب السودان ، مطلع السنة المقبلة، تتسارع وتيرة أخباره وتغطياته بمختلف الصحف السودانية والعربية، وتتكثف تعليقات الصحف وكتابات المحللين بشأنه. صحيفة «الحياة» اللندنية أوردت اتهام القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، قطبي المهدي، لشريكته في الحكم الحركة الشعبية، بالاستعداد للحرب. وأورد مراسلها في الخرطوم تصريحا للمهدي قال فيه إن الحركة منشغلة بشراء الطائرات والدبابات عن قضية دستورية هامة هي الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب بعد أقل من خمسة أشهر، معتبرا أن "ما تخطط له الحركة الشعبية وتسخر له الإمكانات في هذه المرحلة سوء نيات وأجندة حرب". ورأى أن الحركة "تواجه وضعا صعبا في شأن تمسكها بانفصال الجنوب عن الشمال، ليس فقط أمام الرأي العام الجنوبي وإنما حتى في داخلها" ، مشيرا إلى وجود انقسامات بين قياداتها بشأن الانفصال. وأوردت الصحيفة ذاتها خبر تعيين مسؤول شمالي أمينا عاما لمفوضية تنظيم الاستفتاء، لتنهي بذلك أزمة كانت تهدد بإرجائه. ونسبت الصحيفة لياسر عرمان، نائب الأمين العام للشعبية ، القول إن حركته تركز على إجراء الاستفتاء في موعده، وأن "المهم ليس الأمين العام ، وإنما إجراء الاستفتاء في موعده". أما جريدة "الصحافة" السودانية فأوردت خبرا عن تأدية اللجان العليا للولايات الجنوبية بمفوضية استفتاء جنوب السودان القسم بمدينة جوبا أمام رئيس المفوضية ، البروفيسور محمد إبراهيم خليل، وبحضور رئيس بعثة الأممالمتحدةبالخرطوم هايلي منقريوس. وفي موضوع آخر ذكرت "الصحافة" أن تنظيمات المجتمع المدني بأبيي سيرت مظاهرة شارك فيها ثمانية آلاف شخص تطالب بتنفيذ قرار هيئة التحكيم الدولية الخاص بالمنطقة، والإسراع بتكوين مفوضية الاستفتاء إلى جانب إيقاف "الاستيطان المنظم" لقبيلة المسيرية العربية في شمال المدينة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإجراء الاستفتاء في مواعيده، وتشكيل المفوضية إلى جانب ترسيم الحدود. أما «القدس العربي» فأوردت مقالا مطولا للكاتب السوداني البارز عبد الوهاب الأفندي، تطرق إلى "الصخب والضجيج في السودان هذه الأيام حول الوحدة ومحاسنها" مشيرا إلى أن غالبية من يتولون إثارة هذا الضجيج هم شماليون. ويضيف أنه بحسب اتفاقية نيفاشا ، فإن أهل الجنوب هم من يحددون إذا كان السودان سيبقى موحداً أم لا، كما أن معظم الضجيج المحتدم موجه في مجمله إلى الشماليين، ويتابع إنه "حديث مع الذات". ويشير الأفندي إلى أنه حتى في الشمال توجد خلافات كبيرة، مثلما تجلى من مقاطعة معظم أحزاب المعارضة للقاء الذي دعا إليه المؤتمر الوطني الخميس الماضي لمناقشة دعم الوحدة. و حسب الأفندي ، فإن نظرية المؤتمر الوطني في تلك الدعوة تستند إلى أن القوى السياسية بالشمال تؤيد الوحدة مبدئيا، وعليه فإنها مطالبة بأن تؤجل مآخذها على الحكومة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، وتقف معها في جهودها لدعم الوحدة بكل سبيل ممكن. في المقابل، ترى المعارضة أن هذا المطلب غير واقعي، لأن واجب دعم الوحدة يقع على الحكومة، وإذا عجزت عن ذلك فعليها أن تفسح المجال لغيرها، أو على الأقل تسمح بمشاركة فاعلة للآخرين في اتخاذ القرار. وهذا بالضبط ما ترفضه الحكومة التي تقول إن الشعب قال رأيه في الانتخابات ولا بد من احترام ذلك، ولكنها تلوح بالدعوة إلى انتخابات مبكرة نسبياً إذا تعاونت القوى السياسية في قضية الوحدة.