أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور ما وصفتها بأسباب قالت إن من شأنها أن تحول دون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وقالت إن أبرزها طول المسافة وردة الفعل الوخيمة من الجانب الإيراني. وقالت الصحيفة إن أي ضربة إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني ليست واردة لأسباب يتمثل أبرزها بكون أي هجوم تبادر به تل أبيب ضد إيران سينعكس بعواقب وخيمة وبتكلفة عالية وباهظة ضد إسرائيل وحلفائها مثل الولاياتالمتحدة. وأوضحت أن رد الفعل الإيراني إزاء ضربة إسرائيلية هو أمر محتم ولا يمكن تجنبه، مضيفة أنه قد يتمثل في جزء منه في تشجيع حزب الله في لبنان على ما وصفته بإمطار الأجواء الإسرائيلية بالصواريخ. وبينما قد يظن البعض أن إيران ستلتزم الصمت إزاء أي ضربة إسرائيلية تتلقاها، أضافت الصحيفة أن أي مغامرة إسرائيلية من شأنها زيادة فرص اندلاع صراع إقليمي في الشرق الأوسط يجر إليه الولاياتالمتحدة ودولا أخرى في المنطقة للتدخل، مما يشعل أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة. جميع الخيارات على الطاولة” بشأن استمرار إيران بطموحاتها النووية، ترى الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تعارض بشدة أي تحرك إسرائيلي منفرد لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية. ولعل المعارضة الأميركية لأي هجوم إسرائيلي ضد إيران يعود مرده إلى أن ذلك الهجوم من شأنه أن يجلب الضرر للقوات العسكرية الأميركية المنتشرة في العراق وأفغانستان ويعرض أبناء وبنات الأميركيين للخطر. ومضت الصحيفة بالقول إن إيران أيضا قامت بتجنيد ميليشات وكسب ود جماعات مسلحة في كل من العراق وأفغانستان، وإن طهران ستزود تلك الجماعات بأسلحة فتاكة وخطيرة لاستخدامها في ردة الفعل الغاضبة إزاء أي هجوم إسرائيلي ضد إيران. وأوضحت أن المتضرر الأكبر من ردة الفعل الإيرانية ستكون هي قوات الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان، في ظل كون معظم المسلمين في العالم سينظرون إلى واشنطن بوصفها من وافق وأقر وأيد أي هجوم إسرائيلي ضد إيران. وبينما قد يؤول أي هجوم إسرائيلي ضد إيران بالضرورة إلى تقوية نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والتفاف الإيرانيين حول علم بلادهم، فإن من شأنه أيضا الإضرار بالمعارضة الإيرانية الداخلية وزيادة التأييد الرسمي والشعبي لإيران على نطاق واسع في العالم الإسلامي. سرية وغموض ويرى محللون أنه ليس من صالح إسرائيل توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية بدعوى أن من شأن ذلك وقف طهران تعاونها مع المفتشين الدوليين، وبالتالي اكتناف البرنامج النووي الإيراني بالمزيد من السرية والغموض. وبينما يرى مراقبون أن طهران ليست في الأصل قريبة من صناعة قنبلة نووية، قالت ساينس مونيتور إن المسافة أيضا كبيرة أمام المقاتلات الإسرائيلية، وإنه لا تأكيد أو ضمان على نجاح الطائرات الإسرائيلية في مهمتها الهجومية. وترى الصحيفة أن هجوما إسرائيليا ضد المنشآت النووية الإيرانية يتطلب حوالي مائة طائرة من طراز “إف 15” و”إف 16” أميركية الصنع مجهزة بخزانات وقود كبيرة السعة، بالإضافة إلى ضرورة استخدام طائرات أخرى لإعادة تزويدها بالوقود تحلق في الأجواء الإقليمية. واستدركت الصحيفة بالقول إن المسافة الشاسعة بين تل أبيب وطهران هي التي تشكل التحدي الأكبر أمام إمكانية نجاح أي ضربة جوية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية. كما تساءلت سيانس مونيتور بشأن احتمال امتلاك إيران منشآت نووية سرية لا أحد خارج البلاد يعرف عنها شيئا؟ وما إذا كانت بعض المنشآت النووية الظاهرة على الأرض لا تزيد عن كونها مجسمات غير حقيقية وضعتها إيران بهدف التمويه. وبينما قالت الصحيفة إن المقاتلات الإسرائيلية ستضطر للطيران عبر المجالات الجوية السعودية والعراقية والتركية، وإن على تل أبيب نيل السماح باستخدام تلك الأجواء بشكل مسبق، أضافت أنه لا يبدو أن المراد الإسرائيلي قابل للتحقق. واختتمت ساينس مونيتور بالقول إن احتمالات وقوع طيارين إسرائيليين بأيدي الإيرانيين يشكل كابوسا مزعجا لإسرائيل، وإن اضطرار الطائرات المصابة للهبوط أو حتى التحطم في الأراضي السعودية يعد أمرا صعبا بالنسبة لما وصفته بالأنفة الإسرائيلية.