فاس: عبد العلي التلمساني احتضنت مدينة فاس يومي 7 و 8 يوليوز الجاري، اللقاء الوطني الثاني حول موضوع: الأنشطة المدرة للدخل، الذي نظمته التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزارة الداخلية، بحضور أعضاء من الحكومة، وبمشاركة فاعلين يمثلون مختلف الهيآت المنتجة والنسيج الجمعوي والمصالح الخارجية للدولة والتعاون الدولي. ويأتي هذا اللقاء امتدادا للقاء الأول الذي نظم بفاس في فبراير 2006، حيث شكلت توصياته أرضية عمل مكنت من انجاز دليل المساطر الخاص للأنشطة المدرة للدخل . كما شكل هذا اللقاء الهام مناسبة للحوار وتبادل الآراء والخبرات بين المتدخلين الوطنيين والجهويين والإقليميين والمحليين المساهمين في وضع الآليات المتعلقة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تم خلال هذا المنتدى مناقشة وضعية انجاز الأنشطة المدرة للدخل في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مابين 2005 و 2007 بالإضافة الى مواضيع اخرى تتعلق بوضع تصورات وميكانيزمات لمواكبة حاملي المشاريع على مستوى الدراسة والجدوى والتنسيق والتكوين وتقوية قدرات الكفاءات. وقد كان لهذا اللقاء أيضا آثار إيجابية على تقديم انجاز المشاريع بالاضافة الى الوقوف على مواطن القوة والضعف من حيث المشاركة والحكامة الجيدة ومدى نجاح المشاريع أو فشلها ، وأيضا لتعزيز وتقوية المشاريع وصقل الخبرات والمكتسبات وشحذ المواهب، والاستفادة من التجارب الناجحة حتى يتمكن جميع المنخرطين في أسلاك هذا المشروع من الحفاظ على الدينامية وضمان الاستمرارية، وذلك للرقي بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد يتم افتتاح هذا اللقاء من طرف السيد عبد السلام المصباحي، كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، المكلف بالتنمية الترابية بحضور أكثر من 400 فاعل يمثلون مختلف الهيآت المنتخبة والنسيج الجمعوي والمصالح الخارجية للدولة والتعاون الدولي، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال والمال والاقتصاد. كما أن اللقاء تميز بتقديم مجموعة من العروض والمداخلات، أنصبت جميعها في بوثقه المبادرة الملكية السامية التي جعلت من المغرب ورشا مفتوحا باستمرار في إطار الأنشطة المدرة للدخل نسبة تقارب 20% من مجموع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي فاقت إلى غاية نهاية 2007 12000. مشروع من مختلف القطاعات الحيوية من فلاحة وصناعة وتجارة وصيد بحري وتعليم وصحة استفاد منها أزيد من 30.000 شخص وجمعية، وقد بلغت مساهمة الشركاء بنسبة 36% من الغلاف المالي الاجمالي. وكل هذه الأنشطة مكنت من وضع آليات الانعاش، الاقصتادي وتطوير منظور وفلسفة إعداد المشاريع وادماج الساكنة في النسيج الاقتصادي وتمكينها من فرص للشغل، وفرت لها مداخيل قارة ساعدتها على تحسين مستواها المعيشي. وقد جاءت مداخلة السيد حميد شباط رئيس مجلس فاس لتعكس بالأرقام ولتوضح بالملموس مدى الانجازات الهامة التي استفادت منها مدينة فاس في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث رصدت لهذه المبادرة «3 ملايير و500 مليون سنتيم استفاد منها على سبيل المثال لا الحصر 20 حيّاً سكنياً شعبيا وأحياء أخرى هامشية وعدد من الدور الآيلة للسقوط، وبرمجة 12 دار للشباب و12 قاعة مغطاة خاص بالأنشطة الرياضة والثقافية والفنية. أما السيد «محمد المدور» عن البنك الدولي، فقد أنحى باللائمة على المسؤولين في هذا الاتجاه، الذين لم يقدّموا مساعدات بصورة كاملة، لنشر وتوزيع الدليل الخاص بالبرامج المدرة للدخل، لوجود مساطر جد معقدة، وهو ما ترك الباب مفتوحا على مصرعيه لعدة تأويلات وقراءات متنوعة لهذا الدليل باعتباره التزاميا وقابلا للتعديل. وفي هذا السياق أشار السيد المدور كذلك إلى ضرورة تخصيص حصص تدرسية لاستيعاب مضامنه مع واقع الحال لمواكبة البرامج المدرة للدخل. أما السيد والى جهة فاس بولمان أحمد غرابي، فقد طرح اشكالية الإعاقة الخاصة بعملية تسويق المنتوج التجاري لمساعدة الجمعيات المنتجة على ترويج منتوجاتها وطرح كذلك السيد الوالي عدة أفكار كبديل وطالب من رؤساء الورشات العمل على بلورتها وإصدار توصيات عن ذلك.