قنبلة من العيار الثقيل تلك التي فجرها أحد المستثمرين بمدينة ميدلت، فقد تمكن من تسجيل واقعة رشوة فظيعة بطلاها رئيس المجلس البلدي الذي يشغل الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة المالية بالمجلس المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة. وأوضحت بعض المصادر أن المستثمر المعني ضاق ذرعا بابتزاز هذين المسؤولين له وتوجه إلى الرباط لتقديم شكاية بهما، وعاد إلى ميدلت دون أن يكشف عن الاتصالات التي أجراها بالرباط، ولما اتصل به المسؤولان في البلدية اتفق معهما على موعد بمقر عمله ونصب لهما كاميرا في مكان خفي تمكن من خلالها تسجيل وقائع مثيرة جدا حيث يظهر الشريط الذي استغرقت مدته ست دقائق تتوفر جريدة العلم على نسخة منه يتفاوض مع رئيس المجلس البلدي ورئيس لجنة المالية حول المبلغ الذي سيدفعه لهما كرشوة للحصول على رخصة لتمديد فضاء متنقل لألعاب الأطفال فوق قطعة أرضية في ملك خاص. رئيس المجلس وكما بدا في الشريط أول الأمر متمسكا بأن يدفع له صاحب المعرض مبلغ 2 مليون سنتيم، لكن هذا الأخير رفض تقديم هذا المبلغ وفي المقابل عرض أداء نصف المبلغ فقط أي 1 مليون سنتيم، ليتدخل رئيس اللجنة المالية فتوسط بينهما مقترحا دفع التاجر لمبلغ 1.5 مليون سنتيم، وبعد شنآن وأخذ ورد اتفقوا على هذا المبلغ الأخير، حيث ناولهم مبلغ 5000 درهم يضم أوراقا مالية من فئة 200 درهم على أساس دفع المبلغ المتبقي (مليون سنتيم) في الساعة الرابعة من ذلك اليوم. الشريط يحمل كذلك تفاصيل مثيرة تعبر بوضوح عن الحد الذي وصل إليه المنتخبان بطلا هذا الشريط في الاستهتار بأمور المواطنين واستغلال النفوذ كما توصلت «العلم» بشريط صوتي آخر يحمل الرشوة كعنوان يورط آخرين بالمجلس بتلقي رشاوى من صاحب المعرض. وعلمنا في آخر تطورات هذه القضية التي سيزداد الاهتمام بها أن المستثمر المعني قدم شكاية إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمكناس مرفوقة بنسخة من الشريط المسجل، وأكدت لنا إحدى المصادر أن الفرقة الوطنية للضابطة القضائية قد تكون تكلفت بالتحقيق في هذه النازلة الخطيرة.