دافعت الصين عن علاقاتها التجارية مع إيران، ردا على مطالبة واشنطن لها بالالتزام بالعقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية التي أعلنت حصولها على منظومتين من صواريخ» إس 300 «الروسية من مصادر متعددة ليست موسكو من بينها. وأكد بيان صدر عن المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية على أن العلاقات بين بكينوطهران تندرج في إطار التبادل التجاري المعتاد، ولا تضر بمصالح دول أخرى أو المجتمع الدولي، وأن الصين -بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي- كانت ولا تزال تحترم قرارات المجلس. بيان المتحدثة باسم الخارجية الصينية جاء ردا على مطالبة روبرت أينهورن -المستشار الخاص في وزارة الخارجية الأميركية لمنع الانتشار النووي- وعلى عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إيلينا روس ليتانين. فقد طالب أينهورن -في مؤتمر صحفي عقده أثناء زيارته كوريا الجنوبية يوم الاثنين الماضي- الصينيين بدعم كامل لقرارت مجلس الأمن ذات الصلة بفرض عقوبات على إيران بسبب رفضها وقف برنامجها النووي الذي تعتبره الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى بأنه ستار لبرنامج عسكري يهدف إلى تصنيع سلاح نووي. وقال أينهورن إن الولاياتالمتحدة تتطلع كي تكون الصين لاعبا مسؤولا في النظام الدولي مما يترتب عليها التعاون مع قرار مجلس الأمن وألا تستغل تراجع أو ضبط النفس المسؤول الذي تمارسه دول أخرى. في واشنطن، ذهبت النائبة ليتنانين -من الحزب الجمهوري- إلى أبعد من ذلك في تصريحات لها يوم الاثنين الماضي عندما طالبت بفرض عقوبات على الشركات الصينية المملوكة للدولة، والتي تستثمر في قطاع النفط والغاز الإيراني، واعتبرتها من مصادر التمويل الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني. واتهمت النائبة الجمهورية الشركات الصينية بأنها تعمل على تعويض النقص الذي خلفته الشركات الأخرى التي تخلت عن فكرة الاستثمار في إيران تطبيقا لقرارات مجلس الأمن والعقوبات الأميركية. يذكر أن مجلس الأمن أصدر في يونيو الماضي، حزمة رابعة من العقوبات على إيران، أتبعتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بعقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني بما فيها منع إيران من استيراد مشتقات البترول وتحديدا البنزين وهي مواد لم تشملها قرارات مجلس الأمن. من جهة أخرى، أعلنت إيران أنها حصلت على أربع منظومات من صواريخ الدفاع الجوي المتطورة من طراز» إس 300 «، والتي لا تزال محط جدل بين طهرانوموسكو التي رفضت تسليم الجمهورية الإسلامية هذه المنظومة رغم توقيع اتفاق رسمي بينهما. فقد ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن إيران تسلمت منظومتين صاروخيتين من طراز إس 300 من روسياالبيضاء ومنظومتين أخريين من مصدر آخر، بيد أن تأكيدا رسميا إيرانيا لم يصدر بهذا الشأن. وفي روسياالبيضاء نفى متحدث باسم اللجنة العسكرية التجارية الحكومية هذه الأنباء ، مشددا على أن بلاده لم تسلم إيران أي نوع من الأسلحة، وأنه لم يجر بين البلدين أي محادثات بهذا الشأن، مؤكدا على أن حكومته تحترم الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بتصدير الأسلحة. يذكر أن منظومة الدفاع الجوي إس 300 قادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ بما فيها العابرة للقارات ذات الرؤوس الحربية بمدى يصل إلى 144 كيلومترا وعلى ارتفاع تسعين ألف قدم، أي ما يعادل 27 ألف و432 مترا.