لم تعد تفصلنا عن الفاتح من أكتوبر سوى 7 أسابيع كي تصبح مدونة السير الجديدة سارية. ورغم دنو هذا الموعد فإن مؤشرات تغير السلوكات في السياقة تكاد تكون منعدمة. بداية هناك الإحصائيات الصادرة عن الأجهزة الرسمية والتي لا تبعث على التفاؤل آخرها يوم الثلاثاء حيث سجلت 57 حادثة سير خلفت 9 قتلى. أما بالنسبة لمستعملي الطريق، فلا تزال الخروقات قائمة، كالسياقة في حالة سكر والسرعة وعدم احترام الإشارات الضوئية، والسير في الاتجاه الممنوع، وتغيير الاتجاه دون استعمال منبه اليمين أو اليسار، والتمادي في استعمال المنبه وعدم احترام الأسبقية في ممر الراجلين، ناهيك عن تبادل الإشارات باليد أو بالأضواء بين سائقي سيارات الأجرة وحافلات النقل والشاحنات للتنبيه عن وجود مراقبة دركية أو عدمها. من جانبها اعتمدت وزارة التجهيز والنقل 17 برنامجا تواصليا بشأن مدونة السير وأكدت إصدار كل المراسيم التطبيقية قبل الفاتح من أكتوبر. ومع ذلك يلاحظ تحامل على مدونة السير ورشقها بالاتهام حتى قبل أن ينطلق العمل بها، وفي هذا الإطار لا يمكن الجزم بأن كل المغاربة مع مدونة السير. وبغض النظر عن المستجدات الواردة فيها سواء العمل برخصة السياقة بالنقط أو تنظيم مهن النقل وتجديد الهياكل والتكوين والوضع الاجتماعي للمهنيين وتنظيم مدارس تعليم السياقة وتجويد امتحان السياقة، فإن الأساسي ورأس الانشغالات يظل هو إنقاذ ضحايا حرب الطرق من قتلى وجرحى، علما أن الحوادث المميتة والخطيرة تقع بعيدا عن المدارات الحضرية وتعصف أحيانا وفي وقت واحد بعشرات الضحايا. والمؤكد أن عددا من المعطيات تجعل مدونة السير ضرورة ملحة لدخول تجربة سبقتنا فيها دول عديدة، مع الإبقاء على باب المرونة مفتوحا لتصحيح ما قد يبرز أثناء تطبيقها من سلبيات. فهناك ارتفاع دؤوب في حركة النقل على الطرق وخاصة الطرق السيارة التي تعززت شبكتها مؤخرا بالطريق مراكشأكادير. وفي هذا الإطار، سجلت حركة السير على الطرق السيارة خلال الفصل الأول من هذه السنة ما يفوق 11 مليون عربة في الكيلومتر الواحد يوميا، أي ارتفاع 15.4 في المائة مقارنة مع سنة 2009 التي سجلت 9 ملايين و593 ألف عربة في الكيلومتر يوميا، وأما حركة المرور في الطرق فعرفت ارتفاعا ب 10.9 في المائة. ويظل محور الطريق السيار الدارالبيضاءالرباط في المقدمة ب 40 ألف عربة يوميا متقدما على محور الدارالبيضاءبرشيد ب 31 ألف عربة يوميا، ثم الرباطالقنيطرة ب 16 ألف عربة فالرباطفاس ب 10 آلاف عربة. وفيما يخص إغاثة السيارات بشبكة الطرق السيارة والمقسمة إلى 23 منطقة، فإنها تخضع لدفتر تحملات يلزم تشغيل موظفين مؤهلين في مجال الإغاثة والقطر وإرشاد السائقين في ظروف حسنة، وتوفير مرآب بالقرب من نقط ولوج الطريق السيار، وهناك حاليا حسب الشركة الوطنية للطرق السيارة حوالي 86 شاحنة رافعة تؤمن عملية القطر والإغاثة. وموازاة مع جانب اللوجستيك والتحسيس، يظل المؤمل انخفاض المؤشرات السلبية ومن ضمنها المخالفات التي تظل بدورها قياسية. فعلى سبيل المثال، سجلت مصالح الدرك بمكناس 107 آلاف محضر فيما سجلت مصالح الأمن 4811 محضر وبلغ عدد رخص السياقة المسحوبة 2307. وللإشارة فقد تم برسم سنة 2009 تسليم 534 ألف و603 رخصة سياقة جديدة في إطار النظام الجديد الآلي.