رفض البيت الأبيض تصريحات الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، التي قال فيها إن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، يخسر الحرب في أفغانستان لأنه لم يعرف كيف يستميل قلوب سكانها. وأكد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن الرئيس باراك أوباما يختلف مع تقييم الرئيس زرداري بأن الحرب خاسرة. وجاء تعليق البيت الأبيض ردا على تصريحات لزرداري في مقابلة مع صحيفة« لوموند» الفرنسية، قال فيها إن المجتمع الدولي يخسر الحرب مع حركة طالبان، لأنه خسر المعركة من أجل كسب قلوب الأفغان وعقولهم. واعتبر زرداري فرص حركة طالبان في العودة إلى الحكم معدومة، لكنه أكد أن قوة الحركة تزداد، لأن «الوقت يسير لصالحهم». وقال إن التحالف الدولي يسيء تقدير الموقف وحجم مشاكل أفغانستان، «لذا فالتعزيزات العسكرية جزء صغير من الحل فقط». وأضاف أن المجتمع الدولي أخطأ في تقييم الوضع على الأرض بالتهوين منه وفي عدم الاعتراف بحجم المشكلة، وقال إن «نجاح المتمردين تمثل في إدراكهم لمعنى الانتظار، لقد كان الوقت في صالحهم، المنحى بكامله يبدو خاطئا وبالنسبة لي فإن السكان لا يربطون وجود التحالف بمستقبل أفضل». وكان يوليو أعنف الشهور على الجيش الأميركي منذ 2001، وقبله كان يونيو الأعنف على التحالف الدولي الذي يقترب تعداده الآن من 150 ألفا. وجاءت تصريحات زرداري قبيل زيارة بدأها لبريطانيا قادما من فرنسا وسط توتر في علاقات البلدين بسبب تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، اتهم فيها باكستان بتصدير الإرهاب، مما أثار غضب إسلام أباد التي استدعت السفير البريطاني احتجاجا، وألغت زيارة لرئيس استخباراتها إلى لندن. وقرر زرداري المضي قدما في زيارته لبريطانيا رغم دعوات لإلغائها من داخل باكستان احتجاجا على تصريحات كاميرون، ومن بريطانيا نفسها، حيث قرر نواب من أصل باكستاني عدم المشاركة في حفل غداء يحضره اليوم الخميس، لأن الأحرى به -حسب قولهم- البقاء في بلده لمتابعة أزمة الفيضانات التي تضرر منها أكثر من ثلاثة ملايين شخص. لكن زرداري دافع عن الزيارة، وإن أبدى أسفه لتصريحات كاميرون، خاصة أنه أدلى بها في الهند -الخصم التقليدي لباكستان- كما جاء في بيان لمكتبه. وقال زرداري لصحيفة « لوموند» إنها فرصة ليقول لكاميرون وجها لوجه -عندما يلتقيه الجمعة- إنه أخطأ بتصريحاته، وذكّر بأن بلاده دفعت الثمن باهظا في الحرب على الإرهاب من حيث عدد القتلى، لكنه أكد أنه لن يسمح للتصريحات بتعكير علاقات البلدين. وجاءت تعليقات كاميرون، الأسبوع الماضي، بعد تسريب موقع ويكيليكس وثائق تحدثت عن علاقة بين استخبارات باكستان وطالبان، وهي تعليقات قال رئيس الوزراء البريطاني إنه يتمسك بها، مع التأكيد على أنه لم يقصد بها حكومة باكستان وعلى أن شراكة البلدين قوية.