اصبح تقدم «طالبان» في باكستان، يثير قلقا متزايدا لدى الحكومة الاميركية ، التي رأت في ذلك تهديدا على وجود ثاني دولة اسلامية في العالم واحدى القوى النووية. واعربت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، ورئيس الاركان الاميركي ، الاميرال مايك مولن ، عن قلقهما من مخاطر وقوع السلاح النووي بايدي اشرار. وقالت كلينتون ، امام البرلمانيين ، بينما يتقدم المتطرفون باتجاه العاصمة اسلام اباد، ""لا يمكننا التأكيد بما فيه الكفاية على خطورة التهديد الذي يشكله تقدم قوات طالبان على وجود دولة باكستان بعدما باتت على مسافة ساعات من اسلام اباد"". واضافت ان تحالفا من قوات طالبان ومقاتلين لا تعرف انتماءاتهم بدقة ، يحاول ""السيطرة على باكستان التي كما نعلم هي دولة نووية"". وهو امر ذكر به ايضا الاميرال مولن. وقال ""ان قلقي على الاجل البعيد هو انه اذا استمر الوضع على حاله سنصل الى اسوأ العواقب"". ويلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما ، مطلع ماي القادم، نظيره الباكستاني، علي آصف زرداري. وسيستقبل اوباما ايضا الرئيس الافغاني ، حميد كرزاي ، حسب ما قال المتحدث باسمه، روبرت غيبس الذي أوضح أن اوباما سيذكر الرئيسين ب""مسؤولياتهما"" ، ملمحا الى ان الدعم الاميركي لا يأتي من دون شروط. ووضع اوباما افغانستان على رأس اولوياته، واعلن ارسال21 الف جندي اضافي الى هذا البلد. الا ان الاستراتيجية الجديدة ، التي اعلنت الشهر الماضي، تشمل باكستان ، لانه من دونها لا يمكن تسوية الملف الافغاني ، حسب الادارة الاميركية. وبدد زرداري هذه المخاوف من خلال اعلانه تطبيق الشريعة في وادي سوات، معقل المتطرفين الذين لم ينجح الجيش في سحقهم, مقابل التوصل الى وقف لاطلاق النار. ومنذ ايام دخل مئات المقاتلين المتطرفين الى اقليم بونر المجاور ، على بعد110 كلم من اسلام اباد. و تعيد هذه التطورات الميدانية مسألة الخيارات الاميركية الى الواجهة. ويوم الاربعاء الماضي، بدأ رئيس الاركان الاميركي زيارته الثانية خلال اسبوعين الى باكستان، واجرى مباحثات مع رئيس اركان الجيش الباكستاني ، اشفق كياني, حسب مسؤول عسكري طلب عدم كشف اسمه. وبالنسبة الى ادارة اوباما ، فان الشكوك تزداد مع تكثف المعارك في افغانستان ، مع حلول الربيع، والانتخابات الرئاسية المقررة في غشت القادم.