انشغالُ كل إنسان يعيش إنسانيته ، ويقدر مسؤوليته عن إصلاح الأرض بدلاً من إفسادها. والحال أنها صارت مهددة بالاحتباس الحراري وتسارع التقلبات ، بتلوث الأجواء واختلال التوازنات، بذوبان جليد المحيطات وانقراض كثير من الكائنات . وإذا كان الناس عامة مسؤولين تجاه ما يحدث ، فإن الخُضْرَ البيئيين مسؤولون أكثر.... فهم مدعوون إلى إبراز المخاطر ، واقتراح الحلول لها والبدائل ، إلى تسجيل المواقف ، والدفاع عنها بمختلف الوسائل ، إلى التنقل بأعين مفتحة ، ويقظة دائمة ، ِليُشِيدُوا بما يتحقق من مكاسب وإنجازات ، ويدقوا ناقوس الخطر تجاه ما يرصدون من تجاوزاتٍ واختلالات . من هنا نوثر أن يكون هذا العمود نافذة على البيئة من حولنا بالكلمة والتحليل ، والصورة والتعليق ، يواكب الجديد ، ويدعو إلى تبنيه بالتحفيز والتعميم، ويرصد الواقع،ويستحث على تداركه بالقرار والتفعيل. وهذه لقطة تتطلب التدخل العاجل من غير إبطاء ولا تأخير : هي لأشجار تتيبس وتموت على شارع زناتة بالحي الصناعي الدكارات، تقتلها السوائل الكيماوية المشبعة بالكروم، التي تتخلص منها المدابغ القريبة ، ومن عجب أن هذه المدابغ قريبة أيضاً من محطة معالجة الكروم ، ولكنها توثر بنفاياتها الأشجار والتربة والهواء والفرشة المائية والإنسان على محطة المعالجة . وبذلك بات المجال مفتوحاً على مزيد من الإهمال،وأضحى مستودعاً لبقايا الأتربة وأنواع النفايات بامتياز. فهل لنا أن نأمل التجاوب مع الصدى ؟ وأن نسجل على نفس العمود رجع الصدى؟.