بقلب مكلوم يتقطر أسى، زارنا في مقر الجريدة السيد عمر حسوني، المعروف باسم الفيلالي، ليحكي فصول معاناته التي ابتدأت فصولها مع اتهام ابنه في قضية قتل، وذلك في إطار ماعرف بقضية: «راقصة مراكش» ويحاجج عمر الحسوني ببراءة ابنه رشيد من كل ما نسب إليه ، عارضا البراهين والقرائن التي تثبت تورط فلذة كبده في قضية لايد له فيها، وداعيا في نفس الآن إلى إعادة فتح التحقيق في هذه القضية، لإحقاق الحق، ولإنقاذ شخص بريئ يقبع الآن في السجن محكوما بالمؤبد. دلائل براءة رشيد حسوني حسب الدفاع أكد محامي المتهم في مذكرة مرافعته التي وجهها الى رئيس غرفة الجنايات والمستشارين بمحكمة الاستئناف بمراكش أن الشاهدين لطيفة الهاشمي ومحمد العايدية في شهادتيها أعلنا أن حسوني رشيد كان في ضيافتها بمنزلهما، وذلك ليلة وقوع الجريمة، كما أن كل الأبحاث التي أجريت سواء بمنزل الهالك أو على الجدران أو على أدوات الجريمة، أكدت أنه لم يثبت وجود أي أثر لبصمات المتهم رشيد، كما أن سيارته لم يكتشف بها أي آثار لدم الهالك، مايدل على أن ادعاء المتهمة فاطمة العوينة بتورط رشيد معها في جريمتها هو محض افتراء. الغاية منه محاولة تضليل العدالة. وقد أكد دفاع المتهم أن ذلك وحده كاف لتبرئة ساحة موكله والحكم ببراءته. ويضيف دفاع رشيد حسوني أن تصريحات المتهمة فاطمة العوينة أمام المحكمة سادها الكثير من الغموض والتناقض، فخلافا لما كانت قد صرحت به قبلا، وذلك بأنها اتفقت مع المتهم على قتله، وأنها لم تتصل به للحضور إلى منزل الهالك، كما أنها لم تخبره بإعطائها المشروب المخدر للهالك، بل فاجأها بالحضور دون أن يخبرها بذلك فتوجه مباشرة إلى غرفة النوم حيث أجهز على الهالك، ثم خرج، وأنها كانت قد جمعت حوائجها بغرض الهروب من بيت الزوجية، وهي الفكرة التي كانت تراودها مدة طويلة لأن زوجها الهالك كان يعذبها ويهينها، وعندما سئلت هل سبق للمتهم «رشيد» أن دخل منزل الهالك من قبل حتى يتعرف على غرفة نومه، أجابت بالنفي، ليخلص الدفاع إلى أن في ذلك منتهى التناقض، ممايجعل تصريحاتها عارية من الجدية وعديمة القيمة وتتسم بالتضليل في محاولة منها لإبعاد جريمة قتل زوجها عنها وإلصاقها بشخص بريئ. وأضاف دفاع المتهم في عرضه للتناقضات التي طبعت الملف منذ بدايته مؤكداً أن المتهمة كانت قد صرحت أمام قاضي التحقيق بكونها غير نادمة على قتل زوجها وتعذيبه بشكل فضيع، مبررة إقدامها على هذا الفعل الشنيع بأن الهالك كان يستولي على أموالها ويضربها ويهينها بممارسة أفعال محرمة مع نساء أخريات أمام أعينها، وهو الأمر الذي دفعها إلى أن تتحين الفرصة للتخلص منه بقلته باتفاق مع والدتها. وعزا الدفاع السبب الحقيقي الذي قاد المتهمة «فاطمة العوينة» إلى ادعاء اشتراك رشيد حسوني في جريمتها إلى علاقة سابقة جمعتهما، إلى دوافع انتقامية، خصوصا أن هذا الأخير عندما علم بزواجها من الهالك قام بالابتعاد عنها والتعرف على فتاة أخرى كان يعتزم الزواج بها وهو ما أثار غضبها وحقدها. ليخلص الدفاع إلى الطعن في شهادة المتهمة في حق موكله وذلك بالنظر إلى أن شهادة متهم على متهم غير مقبولة لافقها ولا قضاء. حكم بالمؤبد في غياب قرائن الإدانة لا ينفك والد رشيد حسوني يستعرض دونما كلل كل البياضات والثقوب التي شابت محاكمة إبنه، مؤكدا أن التحقيق الذي تم بموجبه اتهام إبنه بالمشاركة في قتل زوج الراقصة «فاطمة العوينة» لا يستند على قرائن مادية ملموسة، لاسيما أن الوسائل الحديثة التي تعتمدها الضابطة القضائية في البحث لم تسفر عن أية نتيجة تدين المتهم، منها عدم وجود أي آثار لبصماته سواء على أدوات الجريمة أو على جدران منزل الهالك أو على الأثاث التي كان دم الهالك بها كما لم يتم العثور على أي أثر لدم للهالك بسيارته. وفي رسالة تظلم رفعها المتهم رشيد حسوني إلى السيد مدير ديوان المظالم، وبعد عرضه لمجموعة من الوقائع والحيثيات التي تدفع ببراءته، أكد هذا الأخير، أنه طيلة فترة التحقيق في هذه الجريمة التي هزت الرأي العام المراكشي وشغلت الرأي العام الوطني، والتي دامت حوالي 11 شهرا، لم يمثل أمام قاضي التحقيق سوى مدة نصف ساعة لتتم بعدها إدانته بهذه الجريمة الشنعاء، داعيا إلى تعميق البحث في هذه القضية مرة أخرى عبر فتح تحقيق جدي وإبراز حقيقة مقتل زوج الراقصة وفك طلاسم قضية لايزال صداها يلقي بظلاله على أسرة المتهم ذو الثلاث أبناء الذين ينتظرون براءته وعودته إلى أحضانهم بفارغ الصبر.