تواصل الشرطة المصرية التحقيق مع محمود طه سويلم المتهم بارتكاب مجزرة اودت بحيادة 6 اشخاص واصابة 6 اخرين تابعين لشركة "المقاولون العرب"، فيما يتم تداول 3 روايات حول السبب الذي دفعه الى ارتكاب الجريمة. وتباينت الروايات حول الدوافع وراء ارتكاب سائق حافلة شركة "المقاولون العرب"، الذي انهى صباح الثلاثاء حياة 6 من زملائه وأصاب 6 آخرين، عندما أطلق النار عشوائيًّا على 23 موظفًا بالشركة كان يقودهم من منازلهم إلى احد فروع الشركة في محافظة 6 أكتوبر. وبينما التحقيقات لا تزال جارية مع المتهم محمود طه سويلم لكشف دوافع ارتكابه الجريمة، عزت مصادر سبب الحادث الاليم إلى خلاف بين السائق مع ثلاثة من زملائه في الشركة نفسها حول بيع عدد من القطع الأثرية دون أن يعطوه حقه، مؤكدة انه شخص طبيعي ولا يعاني من اي أعراض نفسية سواء سابقة أو حالية. وقدمت مصادر أخرى رواية مختلفة وقالت إنه أصيب بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة بسبب نقله الى فرع آخر في الشركة رغمًا عنه. فيما تبنت رواية ثالثة وجهة نظر أخرى، وأكد زملاء له في الشركة أن دوافعه في ارتكاب الحادث الاليم تعود إلى إحساسه بالقهر والظلم في الشركة بسبب ضآلة راتبه. وقالت مصادر أمنية إن التحقيق المبدئي مع المتهم أشار الى وجود خلاف بينه وبين 3 من العاملين بالشركة حول غنيمة اثار نقبوا عنها معًا، وقاموا بعد استخراجها ببيعها دون ان يعطوه نصيبه، الأمر الذي دفعه إلى الانتقام منهم . وعزز هذه الرواية احد المصابين ويدعى النميري الدسوقي قائلا في تحقيقات النيابة إن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي وهم في طريقهم الى فرع الشركة في أبو النمرس جنوبالقاهرة ، إلا ان السائق توقف فجأة أثناء السير بعد عبوره كوبري المنيب على الطريق الدائري الى طريق القاهرة الصعيد الزراعي، قبل مقر فرع الشركة بأقل من كيلو متر واحد. واستل سلاحًا آليًا من تحت كرسي القيادة ونادى اثنين من ركاب الحافلة بالاسم ليخرجوا فيصفي حسابه معهما. لكنهما رفضا وكرر طلبه مرة أخرى و وفي هذه اللحظة قام احد الركاب من مقعده ، محاولاً تهدئته ، فصوب السائق السلاح نحو رأسه وخرجت رصاصات متعددة أنهت حياته على الفور ، ثم بعدها بدأ يطلق النار بصورة عشوائية على ركاب الحافلة ال 23. وكشف الناجون أن السائق بعد إتمامه للجريمة واصل السير بالحافلة وفيها جثث القتلى والمصابين والناجين الى فرع الشركة كأن شيئًا لم يكن. وافترش أرضية المكتب الإداري حتى هجم عليه احد الناجين وشل حركته واخذ منه السلاح الآلي. وكانت شركة "المقاولون العرب "، قد ألقت باللوم على السائق محمود طه سويلم في الحادث. وقالت في بيان لها ظهر الثلاثاء إن "سويلم أوقف الحافلة على مسافة 200 متر من ادارة المشاريع الميكانيكية والكهربائية بالشركة وأخرج "بندقية الية مخبأة أسفل المقعد الخاص به وبدأ في اطلاق النار عشوائيًّا على ركاب الحافلة". وأرجعت وسائل إعلام الدافع وراء ارتكاب السائق للجريمة الى وجود ضغائن بينه وبين مسؤولين بالشركة بسبب نقله من إدارة الى إدارة أخرى رغمًا عنه، الأمر الذي أدى الى عدم اتزانه نفسيًّا وإصابته بحالة اكتئاب. بيد ان زملاء له في الشركة اكدوا أنّ حالته كانت طبيعية في الايام الاخيرة ولم يلاحظ عليه اي تغيير، مؤكدين انه شخص كان يتّسم بحسن السير والسلوك ، وارجعوا السبب الى إحساسه بالقهر والظلم بسبب ضآلة راتبه الذي لا يتجاوز أساسه 400 جنية. وقالوا ان السائق 54 عامًا يعمل يوميًّا منذ الساعة الخامسة صباحًا وحتى التاسعة مساء، وكان يشعر بعدم العدالة في توزيع الأجور وانه كان يتقاضى أجرًا لا يتناسب مع جهده، مقارنة بزملاء آخرين له يحصلون أكثر منه ولا يعملون مثله.