وجّهت منظمة "بيتسليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان انتقادات مريرة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية. وذكرت المنظمة في تقريرها الجديد، المقرر نشره أمس الثلاثاء ، أن المستوطنين الإسرائيليين والمنظمات التابعة لهم يسيطرون على 42 % من أراضي الضفة الغربية، فضلاً عن مصادرة الكثير من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون. وخلص التقرير المعنون «بأي ثمن وأي وسيلة: سياسة إسرائيل الاستيطانية في الضفة الغربية»، إلى أن المسؤولين عن المستوطنات الإسرائيلية تعاملوا مع القوانين الدولية والتشريع المحلي والأوامر العسكرية الإسرائيلية والقانون الإسرائيلي بأسلوب ساخر بل وحتى إجرامي للاستيلاء على تلك الأراضي. يأتي نشر التقرير متزامناً مع لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن اليوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث ينتظر أن تتطرق المباحثات أيضاً للنوايا الإسرائيلية في أعقاب انتهاء مهلة تجميد بناء المستوطنات بالضفة الغربية في السادس والعشرين من سبتمبر المقبل. وأوضح تقرير المنظمة أن عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع من 235 ألف مستوطن نهاية العام الماضي 2009 إلى 301 ألف و200 مستوطن في الوقت الحالي، مشيراً إلى انتهاك إسرائيل خطة خارطة الطريق للسلام والتي تلتزم فيها بتجميد المستوطنات. وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد المستوطنين في الضفة الغربية ثلاثة أضعاف مقارنة بنهاية عام 1993 الذي شهد تحرك عملية السلام في أوسلو. وارتفع عدد المستوطنات في الضفة الغربية إلى 121 مستوطنة، فضلاً عن نحو 100 بؤرة استيطانية غير مرخص لها من قبل الحكومة الإسرائيلية. من ناحية أخرى، أظهر تقرير المنظمة أن إسرائيل قامت ببناء 12 من الأحياء في القدسالشرقية، حيث يعيش هناك نحو 200 ألف إسرائيلي. واستند تقرير «بيتسليم» إلى تقارير ومستندات رسمية، منها خرائط الإدارة المدنية والجيش، وتقارير التفتيش والرقابة وقاعدة البيانات التي جمعها البريجادير باروخ شبيجل، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقالت منظمة بيتسليم إن وزارة العدل الإسرائيلية عندما طلب منها التعقيب على التقرير ردت بالقول إن إسرائيل لن ترد على التقرير "نظراً لطبيعته السياسية".