أكد خبير فلسطيني في شؤون الأراضي والاستيطان سعي قوات الاحتلال الإسرائيلية الدائم للسيطرة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر الاستيطان وإقامة المستوطنات. وقال المهندس عبد الهادي حنتش، خبير الاستيطان والأراضي في الضفة الغربية، وعضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي أن قوات الاحتلال وضعت عدة خطط لتحقيق أهدافها. وأضاف في حديث ل"التجديد" أن معظم هذه الخطط صدرت من قبل مسؤولين أو وزراء إسرائيليين، تدعمهم منظمات صهيونية، ولكل طريقة ضررها الخاص على الفلسطينيين. وقال أن الهدف من هذه الخطط إجمالا هو مصادرة القسم الأكبر من الأراضي، أي أن هناك إجماعا بين جميع الأطراف الإسرائيلية حتى وان لم يكن مبرمجا من قبل الحكومة نفسها. ورغم أن هناك اختلافا في شكلها إلا أن هدفها واحد. الخطة الأولى وأوضح حنتش أن الخطة الأولى هي مشروع "آلون" الذي يعتبر الخطة الاستيطانية الرئيسية لحزب العمل الإسرائيلي، ويقضي هذا المشروع بإنشاء استيطان زراعي على امتداد السفوح الشرقية لمرتفعات الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، بحيث يتجنب هذا المشروع المناطق الفلسطينية المأهولة بالسكان تطبيقا للنظرية الصهيونية القائلة: أكبر مساحة من الأرض وأقل عددا من السكان. وأضاف: كان من أهداف هذا المشروع التوصل إلى تسوية إقليمية مع الأردن، وذلك عن طريق إعادة أجزاء من الضفة الغربية وخاصة المأهولة بالسكان وقد أعلن عن هذا المشروع عام 1977. وأوضح حنتش أنه حسب هذه الخطة فإن الضفة الغربية ستقسم إلى قسمين: شمالي يرتبط مع مدينة أريحا مرتبط مع الضفة بشريط ضيق ينتهي بجسر مع الضفة الشرقية. وجنوبي يشمل فقط المراكز السكنية في حين يسيطر الاحتلال على جميع الأراضي المحيطة به من جميع الجهات. وتحظى هذه الخطة بموافقة التقليديين من الصهاينة الذي يبحثون عن بقاء دولة اليهود. الخطة الثانية أما الخطة الثانية فذكر حنتش أنها خطة شارون التي أطلق عليها اسم "الخطة العشرينية" للاستيطان الضفة الغربية، وقد أعلن عنها بتاريخ 9/9/1977 عندما كان شارون وزيرا للزراعة، ورئيسا للجنة الوزارية العليا لشؤون الاستيطان. ومن خلال هذه الصفة أصبح شارون المسؤول التنفيذي الأول عن مشاريع الاستيطان. وأوضح حنتش أن الخطة تشمل السفوح الشرقية للضفة الغربية ومنطقة الأغوار، على طول الضفة الغربية، وتمتد منها قطاعات عرضية واسعة تهدف إلى عدة أمور منها إقامة اتصال استيطاني مباشر يصل السفوح الشرقية للضفة الغربية بإسرائيل، وتركيز الاستيطان اليهودي على الجوانب الغربية للمرتفعات الشمالية في الضفة الغربية لتوسيع المنطقة الإسرائيلية الساحلية والمكتظة بالسكان، وعزل التجمعات السكانية الفلسطينية بعدد من المستوطنات وذلك عن طريق تركيز الاستيطان في القطاع الشرقي من القدس وإقامة تجمع استيطاني مدني واسع يفصل منطقة الخليل عن بيت لحم، وتجمعين سكنيين في شمال الضفة الغربية. وحول سبب تسمية هذه الخطة ب"العشرينية" قال حنتش: الهدف الرئيس هو توطين 2 مليوني يهودي في المنطقة الواصلة من هضبة الجولان حتى شرم الشيخ في غضون العشرين عاما المعلن عنها. وإقامة مدن يهودية في النصف الغربي من الضفة أي شرق ما يسمى بالخط الأخضر بحيث تشكل حاجزا بين مدن الضفة وإسرائيل، وعدم الاكتفاء بإقامة المستوطنات الصغيرة هنا وهناك. أما أهم نتائج هذه الخطة فذكر حنتش عشرة منها هي: 1) مدينة في موقع مستوطنة حارس، وتستوعب 150 ألف يهودي. 2) مدنية في موقع مستوطنة وزوم، وتستوعب 50 ألف يهودي. 3) مدنية في موقع مستوطنة أم قرنين، وتستوعب 30 ألف يهودي. 4) مدنية في موقع جبل الكبير في نابلس، الأمر الذي يقضي بالاستيلاء على القسم الأكبر من أراضي جبل جرزيم تقدر بآلف الدونمات، وبناء ما يسمى بنابلس العليا. 5) إقامة شبكة طرق تضمن ربط هذه المدن مع بقية المستوطنات الأخرى. 6) إنشاء مناطق واسعة تشمل مناطق تدريب عسكري ومعسكرات للجيش الإسرائيلي. 7) إقامة شريط من المستوطنات الجديدة في منطقة غور الأردن. 8) إقامة حزام استيطاني حول مدينة القدس، وإسكان مليون يهودي فيما يسمى بالقدس الكبرى. 9) منع السكان العرب من إقامة الأبنية على الطرق التي تؤدي إلى المستوطنات أو الطرق الأمنية. 10) تطويق مدينة نابلس بحزام من المستوطنات. وأضاف: يعلن شارون طرحه بأن جميع الوسائل المرتبطة بوجودنا غير مرتبطة برغبة العرب أو مواقفهم. الخطة الثالثة أما الخطة الثالثة فيقول حنتش أنها تدعى "غوش إيمونيم" التي أسسها موشيه ليفنجر عام 1974. وأضاف: هذه الخطة تخالف الخطط الحكومية الأخرى وجميع المشاريع الاستيطانية وتهدف إلى إقامة المستوطنات في المناطق التي تنوي المشاريع الاستيطانية الأخرى تجنبها، أي أنها تنوي إقامة المستوطنات بين المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية وتم تقديم هذه الخطة إلى "مناحم بيجن" في عام 1976. وقال: من المستوطنات التي خطط لها من قبل الحركة الصهيونية مستوطنة "أدورايم" غرب الخليل، وأخرى على طريق بئر السبع وهي الآن عبارة عن معسكر لجيش الاحتلال. ومستوطنة "جريانا" في منطقة نابلس، ومستوطنة "رسح" على طريق النبي صالح، ومستوطنة "باراك" جنوب شرق جنين. وتابع: من خطط الحركة الصهيونية أيضا توسيع المستوطنات القائمة وإقامة المزيد منها في كل المناطق، وقد امتدح شارون هذه الحركة بحيث قال بأنها أمل بلاده الكبير. الخطة الرابعة أما الخطة الرابعة فأضاف حنتش: هي خطة "متيتاهو وروبلس" التي تم طرحها في عام 1979م، وهي خطة خماسية بدأت عام 1980__1984، وتهدف في المرحلة الأولى إلى توطين 120ألف يهودي(أي يهودي واحد مقابل 5 مواطنين عرب) وذلك عن طريق إقامة 50 مستوطنة في الأماكن الاستراتيجية. واستقدام آلاف العائلات اليهودية من الخارج؛ خاصة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وتوزيع هذه العائلات على مستوطنات المشاريع الأخرى. الخطة الخامسة أما عن الخطة الخامسة فقال أنها خطة "ايلان بيران" الذي كان حاكما عسكريا للضفة الغربية، وقد قدم خطته الاستيطانية في 3/9/1996، وبعد تقديم خطته هذه بيوم واحد قدم استقالته من الحكومة. وتقضي هذه الخطة بإقامة شريط حدودي أمني داخل الأراضي الفلسطينية، وخاصة على الجهة الغربية، ويتراوح عرض هذا الشريط ما بين 500م و10كم، ويقام في هذا الشريط عدد من المستوطنات وتعزيز المستوطنات القائمة. وأكد حنتش أن ما ذكر هو جزء من الخطط الإسرائيلية المستمرة للاستيطان في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يتوقف عن مصادرة الأراضي وطرد أصحبها منها. فلسطين-عوض الرجوب