من قاع الورد الطاردِ للهواء الغبيِّ من نقطة العراء تجيء قمَراً ضئيلاً يحرُس سقفَ الكون من هشاشة» الأوزون» يَركُض خلفَ هُروبِ اللهيب من صوت تقلَّب وحيداً بين ثقوب المزمار يعترش كفَّ الزمان تاجُهُ الوشم إن أشرَقَ بأذىً على ساحة البدن تجيء قمَراً ساطِعاً يَبوسُ أصابِعَه بِخِفَّةِ العاشق إلى الموعد المحجوز شَبَقاً على وجْنَةِ الريح. في ثنايا الإشارات تبَرْعَمَ سرُّها على ساحلِ الليل وأمدَّت ظلها للواقف الملغَّم في غَمْرةِ البلاغة يتَحَيَّنُ التَّوْريَة أن تُمِيط السّحُبَ عنْ وجْهها العميق شيئا... شيئا... كيْ يصْحَبَ الطريق إلى وهَج الدنيا الطائرِ في أفواهِ المُلِمّات كُلَّما زمَّت شفاهّها تفجَّرت «هيروشيما» في الجمع صَتيتاً يحجب عني أشتات حروف تغوص في جُهمَة الرياء. لو اندسست في قاع الورد ما تحملت السير عارياً والشظايا ترصُد لهفي إلى طيْفٍ يُمَزِّقُ أوتار الكمنجة صُحْبَة أناي وُسْع مرايا مخمورة تراقص ظِلَّ امرأة هَرَّبَت وجهها الكئيبْ إلى مِصَحَّة التجميل نوْجاً يتهجَّى مفاتنَه الهائجة تاركة لي سبيكةَ وصِيَّة: « تنّحَّ عن جسدي... وتنغَّم بعولمة الوجوه» لو اندسست في قاع الورد ما تحمَّلت السير صارخاً والزنابقُ تطمَئِن على أُنُوثَتِها عَشِيَّة الكورنيش بأسْمى سُؤال تجَرَّأّ على النهر صَحْوَ الهجير. من قاع الورد تجيء وأنا حاضن للنهر في رئتي أحْبِسُ مصَبَّهُ في هُويَّتي أكْفِنُ أنفاسَه بلغتي..! (ما عرفتُ أنَّ رئتي أوسَع من النَّهْر)