يوماً بعد الآخر، تتأكد وجهة نظر جميع مدربي منتخبات كأس العالم خلال البطولات الماضية في عدم اصطحاب اللاعبين لزوجاتهم خلال المشاركة في المونديال، الذي يمتد لمدة شهر. فبخلاف حالة التركيز التي يفقدها اللاعبون بوجود زوجاتهم وأبنائهم، بات حضور الزوجات إلى معسكر المنتخبات التي يلعب فيها أزواجهن نذير شؤم على هذه المنتخبات. بدأت قضية اصطحاب الزوجات في مونديال ألمانيا 2006 عندما قرر السويدي سفن جوران إريكسون، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي وقتها، السماح لزوجات اللاعبين بمرافقتهم خلال رحلة ألمانيا، قبل أن يتهم بعد ذلك بالتسبب في فشل الفريق خلال المونديال بتحويل معسكر المنتخب إلى ما سماه وقتها «السيرك». وجاء مونديال 2010 ليكون خير شاهد على فشل تجربة اصطحاب الزوجات لدى أغلب المنتخبات. فكانت البداية مع المنتخب الفرنسى الذي ظهرت زوجات لاعبين فيه بالمدرجات خلال مشاركته في جنوب أفريقيا قبل أن يخرج مجرجراً أذيال الهزيمة مودعاً المونديال من الدور الأول، فيما وصفته الصحف الفرنسية بأنه «عار وفضيحة للفرنسيين». وكانت أبرز زوجات اللاعبين الفرنسيين حضوراً في المدرجات الجزائرية «وهيبة» زوجة فرانك ريبيرى نجم الفريق، الذي كان ينتظر أن يصبح نجم الفريق وانهالت عليه التشبيهات قبل المونديال بأنه القائد خليفة زين الدين زيدان، إلا أن مستواه أحبط كل من تابع منتخب الديوك، بحسب ما نشرت صحيفة «المصري اليوم»، الأربعاء 30-6-2010. نفس الأمر تكرر مع المنتخب الإسبانى الذي رشحه الجميع لنيل اللقب مبكراً من خلال ما يملكه من نجوم كبار، في مقدمهم الحارس العملاق إيكر كاسياس، إلا أن الحارس خيب الآمال بعد أن سكن شباكه هدف ساذج أمام تشيلى نتيجة تقدمه المبالغ فيه، فضلاً عن مستواه المهتز منذ المباريات الودية التي سبقت البطولة، حتى إن البعض طالب بتغييره والاستعانة بفيكتور فالديز حارس برشلونة مكانه. وشنت الصحف الإسبانية هجوماً ضارياً على كاسياس بسبب نزول خطيبته سارة كاربونيرو إلى أرض الملعب قبل المباريات للتسجيل معه، بحكم عملها مذيعة في إحدى القنوات الإسبانية ومرافقتها له خلال المعسكر. وعادت الأزمة إلى مبتكريها عندما خرج المنتخب الإنجليزي بخسارة مذلة أمام ألمانيا من دور ثمن النهائى بأربعة أهداف مقابل هدف، بعد أن تمرد اللاعبون على قرار المدير الفني الإيطالي فابيو كابيللو بمنع حضور الزوجات إلى المعسكر للحفاظ على التركيز على هدف الفوز بالمونديال. فبعد أن خاض الفريق الدور الأول في غياب زوجات اللاعبين وتصدرهم الترتيب الثاني للمجموعة الثالثة، فوجئ كابيللو بزوجات اللاعبين يقفن في المدرجات خلال مباراة ألمانيا، فجاءت كريستيان بليكلى صديقة فرانك لامبارد وتونى بولي زوجة جون تيرى ومعها أبناءه، وكارلى زوكور صديقة جو كول، ووتشانتيلا تاغوى صديقة إيمل هيسكى، وداربى صديقة ماثيو أبسون ولاورا جونسون صديقة جيلين جونسون وأماندا سالمون صديقة الحارس ديفيد جيمس. وشنت الصحف الإنجليزية هجوماً ضارياً على اللاعبين. وقالت صحيفة «ديلى ميرور»: «عودوا مع زوجاتكم» في إشارة إلى عودة الزوجات مع أزواجهم إلى لندن عقب وداعهم المونديال. وذكرت الصحيفة أن الأضواء تركزت على خطيبة لامبارد بسبب انفعالاتها اللافتة للنظر في المدرجات مع تحركات لاعب الوسط الإنجليزي، وأيضاً توني زوجة تيري التي اصطحبت أبناءها للملعب قبل أن تودعا الملعب عقب دخول الهدف الثالث في مرمى إنجلترا وتبخر الحلم.