اشتكت روسيا إلى مجلس الأمن بشأن ما قالت إنه استيلاء ألمانيا على مواد تكنولوجية أرسلتها إلى محطة بوشهر للطاقة النووية التي بناها الروس في إيران. ووصفت موسكو ذلك الإجراء بأنه تحرك لا يتفق وقواعد المنظمة الدولية. وأبلغت روسيا أعضاء لجنة العقوبات الخاصة بإيران المنبثقة عن المجلس أنها غاضبة من تصرف ألمانيا، رغم أنها لم تذكرها بالاسم. وأضافت أن الالتزام الصارم بقرارات مجلس الأمن العقابية لا يعني إقدام الدول الأعضاء على فرض قيود إضافية. وقال دبلوماسيون طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إن الغضب الروسي جاء بعد استيلاء السلطات الألمانية على معدات اشتراها مواطنون ألمان لمصلحة روسيا ومفاعلها في بوشهر، الذي يعمل بالماء الخفيف، واحتجاز الألمان لاستجوابهم. وحسب الدبلوماسيين، فإن التعليمات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي بشأن تنفيذ عقوبات الأممالمتحدة على إيران، تتجاوز في مداها تلك العقوبات الصادرة عن المنظمة الدولية ولا تستثني مفاعل بوشهر. في هذه الأثناء، عبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، عن اعتقاده أن إيران ستواصل سعيها لصنع أسلحة نووية، حتى لو زادت العقوبات المفروضة عليها. وقال مولن، الذي كان يتحدث في منتدى آسبن للأمن، إن حصول إيران على السلاح النووي سيكون أمرا "بالغ الخطورة". مشيرا إلى أنه "لا يوجد أي سبب يدعو للثقة" بأن طهران تسعى لبرنامج نووي سلمي. لكن المسؤول العسكري الأميركي أكد أن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران سيزعزع "بشكل لا يصدق" الاستقرار في المنطقة، معربا عن اعتقاده أن إسرائيل، حليفة بلاده، تدرك ذلك. عقاب الغرب من جهة أخرى، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أنه قرر "معاقبة" الغرب بتأجيل استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي لبلاده حتى أواخر غشت المقبل، وطالب بتجاوز صيغة الخمسة زائد واحد، داعيا إلى مشاركة دول أخرى لم يسمها في أي مفاوضات مقبلة. فقد نقلت وسائل إعلام إيرانية عن أحمدي نجاد قوله في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستكون مستعدة للدخول في محادثات مع الدول الغربية في العشرين من أغسطس/آب. واعتبر الرئيس الإيراني أن هذا القرار "عقاب" للغرب بسبب فرضه حزمة جديدة من العقوبات على إيران و"لتلقينهم درسا كي يعرفوا كيف يمكن أن يكون هناك حوار مع الأمم". كما قال إنه إلى جانب الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا لا بد أن تشارك دول أخرى في المفاوضات، في إشارة إلى تركيا والبرازيل اللتين وقعتا مع إيران اتفاقًا لتبادل الوقود النووي في 17 ماي الماضي.