خص رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن السيد منصف الكتاني جريدة العلم باستجواب قصير تطرق فيه إلى أهمية دعم المقاولة جد الصغرى التي تمثل قاعدة هرم المقاولات المغربية وأحد الأدوات الأساسية في العملية الاقتصادية التي تساهم في خلق الثروات واحداث التشغيل الذاتي ومناصب الشغل؛ كما أبرز الدور الريادي للاتحاد العام للمقاولات والمهن في المرحلة السابقة في المطالبة بإعطاء المقاولة جد الصغرى المكانة التي تستحقها. وأوضح رئيس الاتحاد أن الحكومة الحالية قامت بإعطاء أهمية للمقاولات جد الصغرى وهو سوف يمكن من خدمة ما يفوق 1.400.000 مقاولة جد صغرى من تجار ومهنيين وحرفيين. سؤال: في فترة تاريخية معينة كان هناك حديث عن ثلاثة أصناف فقط من المقاولات وهي الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، لكنكم في الاتحاد العام للمقاولات والمهن تدافعون منذ مدة عن ضرورة إعطاء الأهمية والاعتناء بالمقاولات جد الصغرى، ماهو السبب وراء ذلك؟ جواب: إن المقاولات جد الصغرى هي المقاولات التي تشكل قاعدة الهرم المقاولاتي الفاعل في مجال خلق الثروات والتشغيل الذاتي وخلق مناصب الشغل فضلا عن المساهمة الضريبية. فقد لعب التجار والصناع التقليديون والحرفيون ورجال البحر دورا أساسيا في بناء الاقتصاد المغربي وذلك منذ فجر الاستقلال، لكن هذه الشرائح المقاولاتية لم تجد الاهتمام الكافي من طرف الحكومات المتعاقبة حيث طالها التهميش والاقصاء والحيف. فهناك حاليا ما يفوق مليون وأربعمائة ألف مقاولة جد صغرى من تجار ومهنيين وحرفيين. ولابد من الإشارة هنا إلى أن اتحاد المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولين الشباب بالمغرب والاتحاد العام للمقاولات والمهن لعبوا على امتداد العشر سنوات الماضية دورا طلائعيا في المطالبة منذ عشرة سنوات بإعطاء المقاولة الجد الصغرى المكانة التي تستحقها. سؤال: حاليا، هل أصبح هناك اعتراف واهتمام بالمقاولات جد الصغرى في البرنامج الحكومي؟ جواب: دعني أقول لك بأن جميع البرامج الحكومية السابقة وجميع برامج الأحزاب السياسية لم تكن تطرح موضوع المقاولة جد الصغرى ولا أتكلم هنا عن صنف المقاولات الصغيرة والمتوسطة الأخرى. فأول حزب أشار بصفة واضحة في برنامجه ومشروعه الاقتصادي للمقاولة جد الصغرى هو حزب الاستقلال. ذلك أن عدة جمعيات مدنية تمكنت من إقناع حزب الاستقلال بإدماج المقاولات جد الصغرى في برنامجه الذي سيصبح بعد تولي الحزب تسيير العمل الحكومي سباقا إلى تحضير استراتيجية خاصة بالمقاولات جد الصغرى برعاية من السيد الوزير الأول وبتنفيذ من الوزارة المكلفة بالاقتصاد والشؤون العامة للحكومة. وفي نظري فإن هذا الاهتمام يأتي مكملا لروح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرعاها عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس وهو ما سوف يعود بالخير العميم على الاقتصاد الوطني والشعب المغربي، وسوف يمكن من خدمة مصلحة ما يفوق 1.400.000 مقاولة جد صغرى من تجار ومهنيين وحرفيين ويساهم في رد الاعتبار لهم. ولكن لا يمكن أن نكون مكتملين حتى يستفيد التاجر والصانع التقليدي والمهنيين في جميع المجالات الانتاجية والخدماتية وهو ما سيعمل من أجله الاتحاد العام للمقاولات والمهن في الأشهر القادمة إن شاء الله.