في مثل هذا اليوم من الثامن عشر من رمضان الأبرك قبل 19 سنة كان فقد المغرب كبيرا برحيل أحد أبرز رجالاته الوطنيين الكبار، حيث اختطفت يد المنون المجاهد أحمد بلافريج الذي بصم التاريخ السياسي الحديث للمغرب بعطاءاته السياسية والنضالية، التي بوأته المكانة التي جعلته دوما محل تقدير وامتنان من طرف الشعب المغربي إلى جانب ثلة من الرجال والنساء الأبطال الذين استرخصوا الغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد من ربقة الاستعمار أولا ثم من أجل بناء البلاد على أسس سليمة قوامها الديمقراطية وسيادة الحريات. لقد مرت 19 سنة على هذا الفقد الكبير وكأن الفراق كان بالأمس القريب، فوزن الرجل ورصيده السياسي الكبير، حافظ على موقع متقدم في لائحة أسماء الأبطال التي يحفظها المغاربة عن ظهر قلب. لقد كان رحمه الله رجل ميدان بامتياز في المقاومة، كما في المفاوضات كما في بناء الاستقلال، تقلد عدة مناصب سامية، وتكفي الاشارة في هذا السياق إلى أنه كان أمينا عاما لحزب الاستقلال، ويكفي الاستدلال على إشعاعه النضالي الوطني الكبير أن ظهائر الحريات العامة التي يعتبر تشريعها محطة وضاءة في تاريخ المغرب الحديث كانت في عهده حينما تحمل مسؤولية الوزارة الأولى سنة 1958 والتي لم تعمر إلا ستة أشهر بسبب حسابات الآخرين التي كانت مخالفة. أدام الله الرحمة على هذا الفقيد البطل الذي سيظل حاضرا بين ظهرانينا.