نتذكر في هذا اليوم المجاهد الحاج أحمد بلافريج الذي وافاه الأجل يوم 14 أبريل 1990. فقد كان رحمه الله أحد الرواد الأفذاذ الذين صنعوا صفحات مشرقة من تاريخ المغرب الحديث. فهو أول أمين عام لحزب الاستقلال ومؤسس الدبلوماسية المغربية وأحد أهم مهندسي وثيقة 11 يناير 1944 للمطالبة بالإستقلال وأحد أبرز مؤسسي جريدة العلم وجريدة الاستقلال. بدأ نضاله مبكرا لأن نبوغه ظهر مبكرا، ومن الخلية السرية الأولى في عرصة جسوس بالرباط بدأ مسيرته النضالية التي لم تعرف الراحة ولا الطمأنينة حتى تحقق الاستقلال، سافر إلى نيويورك سنة 1952 حيث جند نفسه للدفاع عن استقلال المغرب، وعندما نفى الفرنسيون جلالة الملك محمد الخامس، دخل كفاحه في مرحلته الحاسمة، حيث كان ينتقل بين (امريكا واسبانيا) مدافعا عن قضية المغرب، وخاصة في المحافل الدولية، وقد حصل على جواز سفر باكستاني، وكان يحضر مع وفد باكستاني في الأممالمتحدة للدفاع عن المغرب، كلما أثيرت القضية في الجمعية العمومية. رحم الله الحاج أحمد بلافريجْ وأثابه وأمطره بشآبيب رضوانه وأجزل له الثواب، فقد كان رائدا كبيرا خسر فيه المغرب الحكمة والريادة وخسر فيه حزب الاستقلال النظر البعيد.