في إطار التحضير للمناظرة المتوسطية حول موضوع: »الأطفال في وضعية صعبة وأطفال الهجرة السرية« والتي ستلتئم أيام 21 - 22 - 23 أكتوبر المقبل في مدينة طنجة، بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، انعقد يوم دراسي تحضيري السبت المنصرم بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط وذلك بهدف توضيح الإشكاليات والمحاور المطروحة وعرض النتائج الأولية لأبحاث المشاركين وخلاصات أفكارهم في الموضوع مع اقتراح التصورات العامة للمناظرة المتوسطية والتوجيهات الكفيلة لإنجاح أشغالها، وقد استهل هذا اللقاء الدراسي بكلمة افتتاحية ألقاها الدكتور أحمد بن عمو عن كلية علوم التربية حاول من خلالها، أن يطرح مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بسوء معاملة الأطفال واستغلالهم غير المشروع وغير ذلك من الظواهر والآثار المترتبة عنها مثل الانحراف والهجرة السرية. وبعد هذه الكلمة، انطلقت جلسة العروض العامة برئاسة ذ. عبد العزيز النويضي عن هيئة المحامين بالرباط، والتي تناولت مجموعة من الموضوعات على النحو الآتي: - أطفال الشوارع: قراءة في واقع الظاهرة وأشكال التدخل لعلاجها (ذ. أحمد بوزيان / كلية الآداب - فاس): حيث استهل عرضه بطرح مجموعة من التساؤلات تتعلق بمعرفتنا بهذه الظاهرة وبكيفية التدخل لعلاجها. وفي هذا السياق، يرى ذ. بوزيان أننا ينبغي أن نميز بين نوعين من المعرفة: معرفة كمية ومعرفة كيفية تتعلق بأسباب هذه الظاهرة ونتائجها، مشيراً في نفس الوقت، إلى ضرورة البحث في الاشكالات التي تطرحها التسمية »أطفال الشوارع«، والعلاقة التي تربط وضعية الأسر بهذه الظاهرة. - فرصة ثانية لإدماج الأطفال في وضعية صعبة (ذ. محمد بيدادة / مديرية التربية غير النظامية - وزارة التربية الوطنية): وقد تمحور هذا العرض حول ثلاث محاور تتعلق ب: 1 - معطيات عامة حول التربية غير النظامية. 2 - الفئات المستهدفة. 3 - منطلقات التدخل. فبخصوص المحور الأول، يرى ذ. بيدادة أن التربية غير النظامية تهدف إلى توفير فرصة ثانية للتمدرس مستندة في ذلك على عدد من المرجعيات فهي إطار تربوي يكمل النظام التربوي الرسمي. حيث تتضمن ثلاث مستويات، وكل مستوى يعادل درجتين من التربية النظامية. أما بالنسبة للفئات المستهدفة فهم الأطفال الذين يعيشون وضعية هشاشة أو المعرضون لوضعية الهشاشة والذين لا يستفيدون من تأطير تربوي مدرسي. وعن منطلقات التدخل يرى ذ. بيدادة أن التدخل التربوي ينبغي أن ينطلق أساساً من هدف الادماج الاجتماعي وتحقيق هذا الهدف يقتضي استحضار الوضعية عند الالتحاق والوضعية المأمولة. * ملامح عن أوضاع القاصر المهاجر سريا : (عبد اللطيف شهبون / المرصد الوطني لحقوق الطفل): انطلق شهبون في عرضه من التمييز بين ثلاث وضعيات: وضعية القاصر، وضعية السرية، وتزايد الظاهرة محدداً أسبابها في: 1 - الرغبة في الحصول على عمل، 2 - الاعتقاد بأن المستقبل يوجد في الخارج، 3 - الرغبة القوية في مساعدة الأسرة 4 - الفشل الدراسي. الخ وغيرها من الأسباب التي تؤجج فكرة الخارج وترسخها في فكر القاصر مختتما عرضه بمجموعة من الاقتراحات والتي هي عبارة عن تدابير عاجلة سواء على المستوى الدولي أو الوطني. - الهجرة السرية للقاصرين المغاربة: من الإيواء إلى الترحيل (ذ. عثمان حلحول) : يرى ذ. حلحول أن ظاهرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، استرعت انتباه الرأي العام في البلدين لما تخلفه من ضحايا ومآسٍ إجتماعية ، كما أنها استرعت اهتمام الباحثين من مختلف المشارب مما أفرز مجموعة مقاربات متباينة لهذه الظاهرة، ولعل من أبرزها المقاربة الحقوقية التي تود ملامسة هذا الواقع الفائق الحساسية، والتي أثبتت، بالملموس، فشل التدبير الرسمي لهذا الملف على المستوى الحقوقي والإنساني. وقد أكد الباحث، في نهاية عرضه، على أن أي حل لمشكل الأطفال المغاربة المهاجرين سراً إلى إسبانيا، لا يمكن أن يقتصر على ترحيلهم، بل يجب أن يكون هذا الترحيل متبوعاً بخطوات لإستيعابهم. وبعد جلسة العروض العامة، تشكلت مجموعة من الموائد المستديرة لتعميق النقاش حول مختلف أبعاد هذا الموضوع: الحقوقية والاجتماعية، النفسية والتربوية الإدماجية.