اعتادت الاذاعة الوطنية، الاحتفاء بالفنانين المغاربة الذين بصموا الأغنية المغربية. وكل ما يتعلق بمكوناتها، بتكريمهم، والنبش في ذاكرتهم، من خلال مجايليهم ، ومعارفهم، وزملاء المهنة الذين تدرجوا مع بعض، في عقود من العمل.. وإذا كان تم تكريم العديد من الفنانين في الحلقات الشهرية منذ مدة، فإن كان هذا التكريم يعتبر رمزيا، ومن باب رفع الستارة عن رمز بدأت زحمة العالم والوقت والعولمة تقلل ذكره وتهمش حضوره. وهكذا، فقد اختار معدو برنامج «هذى ليلتنا» تسجيل الاحتفاء بأحد رواد الأغنية المغربية الأصيلة، والمتميزة بعذوبة وبساطة ومغربية، تمكنها من الانتشار بسرعة والالتصاق بذاكرة المستمع، إنه الملحن عبد الله عصامي... وهو من زبناء مدينة مراكش، درس الموسيقى في معهد جنان الحارثي على يد أستاذ فرنسي لكن المعهد أقفل عام 1958، وأول لحن لحنه آنذاك طال هجري وعذابي لعبد الرفيق الشنكيطي .وعمل رئيسا لجوق مراكش، والبيضاء، وهو حاليا أستاذ للموسيقى بالمعهد الوطني بالرباط، ودرس أيضا بمعهد مولاي رشيد. وله رصيد ضخم من الألحان الجيدة يمكن أن نصفه بدون مبالغة بأنه ناجح. وشكل قاعدة للأغنية المغربية. ولا يوجد فينا من لا يتغنى ب «كيفاش تلاقينا» وقصة الأمس لسميرة بن سعيد وكذبت نفسي لعبد الوهاب الدكالي وأحلى صورة «قطيب الخزران» لنعيمة سميح والله يكمل رجاك لفتح الله المغاري، وكنت بالأمس حبيبا لسعاد محمد ويا سلام على لقاء لعبد المنعم الجامعي وفكل ساعة وكل حين لمحمود الادريسي وغيرها كثير، والعصامي تعامل مع جميع المطربين المغاربة بدون استثناء، كما أن له رصيدا في الأناشيد الوطنية توجه باللحن الخالد، نداء الحسن، الذي يحفظه المغاربة عن ظهر قلب وغناه مؤخرا المطربين اللبنانيين رامي عياش وميريام فارس، وهو يتغنى بعودة صحرائنا الحبيبة. وقد استضاف البرنامج العديد عن الأسماء للادلاء بشهاداتهم وارتساماتهم كعمر الطنطاوي، الذي قال عن العصامي أنه من أحسن ملحني العالم العربي، بينما أثنى الحاج العربي الكوكبي عليه واعتبره فنانا كبيرا بكل المقاييس. وقال الملحن عبد القادر وهبي أن عصامي كان سببا في دخوله الموسيقي، وقدم فنانون شهادات في حق المحتفى به، كالبشير عبده وعز الدين منتصر رئيس الجوق الوطني، والمطرب الشاب يحيى صابر وغيرهم كانت كلها احترام وتقدير لعبد الله العصامي حلقة برنامج هذي ليلتنا، هذه ستذاع قريبا في إذاعة الرباط على الأمواج الوطنية وسيكون المستمع على موعد مع إضافات عديدة.