اختتمت مساء يوم الإثنين الماضي أنشطة الدورة السادسة لمهرجان الفيلم المغربي بروتردام «سينمار 2010» و التي نظمت من طرف مؤسسة الجسر ما بين 20 و 24 ماي الجاري، و قد عرفت هذه الدورة نجاحا ملموسا بأنشطتها المتنوعة و بنوعية ضيوفها الفنانين السينمائيين و المسرحيين من بينهم؛ محمد حسن الجندي، ثريا جبران، نعيمة المشرقي، عبد الرحمان الخياط، حميد الزوغي، محمد إسماعيل، محمد عهد بنسودة ، محمد الشريف الطريبق، رشيد الوالي، عبد الرحيم المنياري، هشام بهلول و هدى صدقي، الذين أضفوا حرارة على هذا المهرجان بحضورهم و التقائهم بأبناء الجالية المغربية القاطنة بمدينة روتردام و ضواحيها، و لقوا ترحابا حارا و صادقا من طرفهم. وصادفت هذه الدورة تواجد الفرقة المسرحية للفنان المقتدر (أنوار الجندي) التي قدمت بعدة مدن أوروبية و بمدينتي أمستردام و روتردام و ضواحيها عروضا مسرحية لقيت إقبالا كبيرا من طرف الجمهور، و قد زاد الفنانون المغاربة المرموقون أيضا من حرارة هذا المهرجان، بحضورهم جميعا في حفل الاختتام ،و من بينهم؛ فاطمة بنمزيان، حبيبة المذكوري، عبد القادر مطاع، أحمد الناجي، حسن ميكيات ،فضيلة بنموسى، نجاة الخطيب و آخرين. لقيت هذه الدورة اهتماما خاصا من طرف عمدة مدينة روتردام المغربي أحمد بوطالب الذي حضر رغم التزاماته المتعددة في بعض أنشطة المهرجان و شرف الفنانين المدعويين بلقاء حميمي، كما شرف حفل الاختتام و حفل العشاء بحضوره إلى جانب قنصل مدينة روتردام و قنصل أوتريخت، و تميز هذا الحفل الاختتامي الذي احتضنته القاعة السينمائية الجميلة «سينيراما» و الذي حضره جمهور غفير من أبناء الجالية المغربية، و ممثلون عن بعض الوسائل الإعلامية، و برنامج «الكاميرا الأولى» لعبد الإله الجوهري، بتكريم ثلاثة فنانين مغاربة كبار، ويتعلق الأمر ب؛ محمد حسن الجندي و ثريا جبران و نعيمة المشرقي، و ألقيت أمامهم كلمات تمجد بعطاءاتهم المتعددة و المتميزة و الخالدة على خشبة المسرح و السينما و الإذاعة و التلفزيون.كما تميز هذا الحفل أيضا بالإعلان عن نتائج المسابقة الرسمية التي شاركت فيها خمسة أفلام مغربية ، «موسم المشاوشة» لمحمد عهد بنسودة، «أولاد البلاد» لمحمد إسماعيل، «المنسيون» لحسن بنجلون، «زمن الرفاق» لمحمد الشريف الطريبق و «خربوشة» لحميد الزوغي، و قد تشكلت لجنة التحكيم التي ترأسها كاتب هذه السطور عمر بلخمار كناقد سينمائي من الأستاذة المسرحية و السينمائية بيرناديت لومانس و الممثلة و المخرجة المغربية بشرى إيجورك و المخرج الجزائري المقيم بروتردام كريم طرايدية و الأستاذ الجامعي و الناقد المسرحي المغربي مصطفى الرمضاني. ونوهت هذه اللجنة بالجرأة و الحرية في كيفية تناول مواضيع هذه الأفلام التي يدخل البعض منها في إطار الطابوهات، كما نوهت بتنوع هذه المواضيع الاجتماعية و التاريخية و التراثية التي تجمع بين الماضي و الحاضر ،و بالنبش في قضايا ترتبط بالذاكرة و بالهوية المغربية ، كل هذا في قالب انتقادي و توثيقي و فني و فرجوي هزلي أو تراجيدي. و نوهت اللجنة أيضا بالجودة التقنية لهذه الأفلام ،و بالتعامل مع الوجوه الجديدة ،و ايلاء الاهتمام بالديكور و الملابس و الموسيقى. و تم الاتفاق علي الأغلبية الساحقة لنتائج هذه اللجنة بالإجماع ، والقلة القليلة منها خضعت للتوافق، و قد منحت جائزة أحسن فيلم (2500 أورو) لفيلم «المنسيون « لحسن بنجلون، و جائزة الإخراج (1000 أورو) مناصفة بين فيلم «أولاد البلاد» لمحمد إسماعيل و «المشاوشة» لمحمد عهد بنسودة، و جائزة أحسن ممثلة(500 أورو) للفنانة هدى صدقي عن أدائها الجيد في فيلم «خربوشة» لحميد الزوغي، و جائزة أحسن ممثل(500 أورو) للفنان المقتدر عبد الرحيم المنياري عن أدائه الجيد في فيلم «المنسيون» لحسن بنجلون. الجائزة الخاصة بالجمهور (500 أورو) أشرفت عليها لجنة أخرى قامت بفرز الأصوات التي استحقها كل فيلم من هذه الأفلام الخمسة، و كانت من نصيب فيلم «أولاد البلاد» لمحمد إسماعيل. تضمن برنامج هذه الدورة كذلك عرض بعض الأفلام القصيرة و ندوة حول خمسينية السينما المغربية قام بتقديمها الناقد السينمائي عز الدين الوافي و تم بعدها عرض شريط «وشمة» لحميد بناني، كما قام الفنانون بزيارة لاحدى الدور التي تأوي مغاربة مصابين بأمراض نفسية مختلفة ،و هي زيارة أسعدت هؤلاء المغاربة و تركت أثرا عميقا في نفوسهم. و ليس من المجاملة بل من الواجب و الإنصاف التنويه بالجدية و التضحية و التفاني و التجنيد و بالمجهودات الجبارة التي بذلها أعضاء مؤسسة الجسر في تنظيم هذا المهرجان المهم بالنسبة للسينما و للسينمائيين المغاربة و لأبناء الجالية المغربية المقيمة بروتردام و نواحيها و على رأسهم السيد محمد الصغير و الفنان المقتدر المحجوب بنموسى.