فتحت إحدى الكنائس بمنطقة جيمي، بمدينة شارلوروا البلجيكية خطوة في هي الأولى من نوعها في تاريخ بلجيكا أبوابها للمسلمين لأداء صلواتهم، في انتظار إيجاد مقر بديل لهم. وقامت هذه الكنيسة بهذه المبادرة بعد إغلاق المسجد الوحيد بهذه المنطقة، لأسباب ترجع حسب مصادر إعلامية إلى مشكل مرتبط بالمجال الحضري والوقاية كما أنها لا تلبي شروط السلامة. وقالت المصادر ذاتها إن هذه الخطوة أتت بعد حوار أجراه مسلمون مع راعي كنيسة "سان لومبير" هونري ريمي (89 عام)، أفضى إلى اتفاق يقضي على اقتسام مؤقت الكنيسة بين المسلمين و المسيحيين لأداء الصلوات في انتظار إيجاد مكان لائق لمسلمي منطقة جيمي. واعتبر راعي الكنيسة السماح للمسلمين باستعمال الكنيسة الموجودة تحت إمرته ب "الالتفاتة الطبيعية تجاه المؤمنين". وأولت المنابر الإعلامية البلجيكية اهتماما واسعا للحدث، و إن اختلفت في تعاليقها و عناوين المواضيع حوله. فمثلا نقرا العناوين التالية: "المسلمين والكاثوليك يتقاسمون كنيسة بجيمي بشارلوروا". و"مسلمو جيمي يؤدون صلاة الجمعة في الكنيسة". و"الديانات و حقوق الإنسان و أماكن العبادة"، و مسلمون بدون مسجد يستقبلون في الكنيسة". و"في شارلوروا، المسلمون يصلون في الكنيسة". و مسجد وسط الكنيسة"...الخ. ويرى المتتبعون أن هذه الخطوة ما هي إلا ثمرة حوار شارك فيه ممثلو الديانات السماوية الثلاثة و الذي أشرفت عليه نائبة عمدة شارلوروا ، "ابفلين ادريار" المكلفة بالاندماج و التضامن، و "مجموعة اللقاءات و العمل بين الديانات" السنة الماضية، عندما تم جمع ممثلين عن الديانات الإسلامية و اليهودية و المسيحية، و توجت بتنظيم ندوة بتاريخ 26 أكتوبر 2009، حول موضوع الديانات و حقوق الإنسان: هل الديانات مع أو ضد هذه الحقوق؟"، شارك فيها كل من المغربي عبد الله بوصوف وهو حاصل على الدكتورة في التاريخ عن الجانب الإسلامي و بول لووونتال، أستاذ في جامعة الجامعة الكاثوليكية بلوبان لانو عن الجانب المسيحي و رئيس مجلس العلماني، و البير كيكيي الحاخام الأكبر لبروكسيل بالنسبة للديانة اليهودية. وجرت أولى صلوات المسلمين يوم الجمعة 14 مايو الجاري، بعدما قام المسلمون باستبدال الكراسي بالزرابي و السجائد، مع إخفاء مظاهر العبادة الكاثوليكية كالأصنام مثلا، بقطع الثياب. وخلق الحدث ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة. ففي الوقت الذي دافع عدد هام من المسلمين عنها كحل ضروري و مؤقت في انتظار إصلاح المسجد أو البحث عن بديل له، وذهب البعض إلى تحريم هذه الخطوة مادامت الكنيسة لم تشهد تحويلا في هندستها، والموقف نفسه نجده عند بعض الرافضين من البلجيكيين المسيحيين إذ يتساءلون لماذا يسمح للمسلمين ولوج الكنائس في حين.